مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / ميراث الحضارة

ميراث الحضارة

لم تكن الحضارة بكل معالمها وبروزها في يوم ملكاً لأمة بذاتها .. في عصرنا الحالي نكون مفتونين بحضارة شعب محدد لكنها ليست نتاج جيل واحد منفصل، ولا بزوع تطور ينطفي ويختفي، بل بسبب التقادم من دهر الى دهر لشعور الإنسان العقلي بالحاجة الى تحسين مظاهر حياته وقدرته على التكيف المصحوب باكتشاف مكنونات هذا الكون المعقد.

لا يمكن القول بإدعاء أن لا حضارة حالية بلغت من العلو الذي نشهده اليوم وهذا إدعاء وقتي .. الحقيقة أن الأمم ومنذ عديد السنين مرت بتاريخ الأرض المتقلب والمتداول وتوارثت الحضارات أمة بعد أمة .. تغذي من تليها في موقع آخر حتى وصلت الينا بهذا الإبداع والروعة .. طبيعة التطور شأن رباني لا يعجزه أن يستفيد كل رافد برافد ويترك أثراً في كل جانب من الأرض مهما كان الإختلاف من لغة وأمكنة وعادات.

حضارة التمكين لا تصاحب في التاريخ إلا أمم تستحقها بشروط تبنيها بهمة وتضحيات كبيرة وشاقة .. ولا ترفع من شأن أمة إلا بقوتها وقابليتها للنهوض والإستعداد لإستقبال ميراث الحضارة لتصنع الإبداع، وأن تكون مبعث نور لايختص بها تنقله الأجيال والتواصل والتنقل بين الشعوب الأخرى. 

الأمة المتحضرة هي من تسأل نفسها دوماً عن دورها في مواكب الحضارات العالمية ..يسخر الله قوتها من همة شعبها لتصبح شعلة مؤثرة .. تفتح عقولها وتنمي أجيالها لكي يتسع التاريخ لذكرها في صناعة الإبداع .. وتدوي سمعتها فيذكر في أرجاء المعمورة.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

المدن .. ليست مدن نوم

في ضوء ما تشهده المملكة من تطور حضاري في مجال تخطيط المدن نسمع كثيرا بعنوان …