مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / حكايتنا مع المنتخب

حكايتنا مع المنتخب

رغم اهتمامنا وتشجيعنا لفرقة تحمل شعار الوطن وهي تمارس كرة القدم نسميها ” المنتخب ” .. نتابع ” المنتخب السعودي ” منذ عرفنا انفسنا صغاراً وكباراً، بعضنا تحترق أعصابه الباردة والحارة في تشجيعه مهما كان الظروف أو المسافات، وبعضنا يصف اللاعبين بالفاشلين في عدم حماسهم ومواصلة انتصاراتهم.

منذ عرفنا المنتخب بداية من دورة الخليج الأولى ( ١٩٧٠ ) والتي فيها بداية السقوط الأول للمستوى و الإنضباط ، حتى أن العقاب الجماعي طال اللاعبين أنذاك بشكل رسمي رغم وجود أسماء معروفة لدى الجماهير في الوسط الرياضي مثل النور والغراب.

كانت الأمال تتسع في كل مناسبة ثم لا تلبث حتى تنعكس سلبياً بغضب جامح على المنتخب ولاعبيه .. فبداية من دورة الخليج الثانية ( ١٩٧٢ ) وما حدث من مؤامرة خليجية كانت هي الشرارة في أزمة السعودية والكويت الجماهيرية النفسية على كل المستويات .. وفي دورة الخليج الثالثة ( ١٩٧٤ ) وحكاية الأربعة أهداف في مرمى السعودية من الكويت ترسخت متلازمة الكويت والتي استمرت لسنوات لم يطفها غير غزو وتحرير الكويت.

حاول منتخبنا أن يجد نفسه بين سنوات دورات الخليج ( ٢٤ نسخة خلال ٤٨ عام ) ليقنع ويفرح جماهيره بإنتصارات المركز الأول، حيث شارك بإسم المنتخب في بطولات دورات عسكرية وصداقات وقارية في محاولات الهروب من عقدة دورات الخليج لينتهي بقرار المنتخب الرمزي.

بعد عدم الإهتمام بدورات الخليج وفقدان الأمل لدى الجماهير السعودية وعدم الثقة في اللاعبين، حصل المنتخب في الوقت الضائع على ثلاث بطولات خليجية (٢٠٠٣/٢٠٠٢/١٩٩٤)، كانت في ظل الركود الكويتي ونزول المستوى الفني وعدم إعتراف الفيفا بالدورة مما أفقدها الحماس والتنافسية.

رغم أنه في تلك الفترة كان هناك دعم كبير وسخي ،والذي لم ينقطع حتى يومنا هذا للمنتخب من قادة الرياضة في المملكة، ورغم جلب أفضل المدربين في العالم والفرق الفنية إلا أن النتائج والمستويات السابقة لم ترضي الجماهير المحبة للأخضر ولم ترقى لطموح المسؤولين.

بعد كل ذلك، بزغ فجر جديد في الكرة السعودية ظهر في المشهد الرياضي ١٩٨٤ ظاهرة خليل الزياني ومعه كوكبة من جيل كروي متناغم ومستعد للمرحلة رغم ان الفوارق الفنية لم تكن موجودة بين الأمس وتلك الأيام، لكن الحالة النفسية التي أوجدها المدرب الوطني الزياني ساهمت في تعزيز عودة الجماهير السعودية إلى متابعة المنتخب نفسياً وحضوراً في كل مناسبة مهما طالت المسافات .. كان للدافع المعنوي والحماسي أثره في تحقيق العلامة الكاملة في تصفيات اولمبياد لوس انجلوس ( ١٩٨٤ ) وفي تحقيق بطولة اسيا لأول مرة في نفس العام.

وكأن الروح قد عادت والدماء الحارة تسري في تشكيلات المنتخب وفي ثقة المسؤولين والمدربين والجماهير .. حصل المنتخب على بطولة آسيا ( ١٩٩٦/١٩٨٨ )، ووصل إلى كاس العالم ست مرات ( ٢٠٢٢/٢٠١٨/٢٠٠٦/٢٠٠٢/١٩٩٨/١٩٩٤ )، وبنفس الروح حتى لو كانت متقلبة، وبمدربين وطنين هم ناصر الجوهر ومحمد الخراشي وبمدربين أجانب ساهموا في تحقيق إنجازات قارية وعالمية إستعاد الثقة من بعد فترة الستينيات والسبعينات المحبطة.

رغم هذا التاريخ المتنامي للمنتخب والذي مر بتقلبات كثيرة من عدم الثقة الكاملة، إلا إنه بالنظر إلى إنجازات المنتخب لم تكن سيئة خلال الثلاثين سنة الماضية والتي تتأرجح بين البطل والوصيف والمركز الرابع في البطولات المتعددة التي شارك فيها.

إن ما يشفع للمنتخب السعودي لكرة القدم هو وصولنا إلى أكبر محفل عالمي وهو كأس العالم لست مرات، ولا نريد أن نتوقف عند الوصول فقط بل التأهل إلى الأدوار المتقدمة بتصاعد ومستوى يعبر عن تطورنا في مجال كرة القدم اللعبة الشعبية في العالم، وهذا جزء من قوتنا الناعمة لإيصال إسم المملكة بكل إحترافية وسمو أخلاق.

تمنياتنا للمنتخب السعودي بالتوفيق والإنتصار في استحقاقاته القادمة.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

المدن .. ليست مدن نوم

في ضوء ما تشهده المملكة من تطور حضاري في مجال تخطيط المدن نسمع كثيرا بعنوان …