مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / لسان العرب .. محفوظ

لسان العرب .. محفوظ

كانت اللغة اللسانية لغة واحدة في مرحلة تاريخية معينة، منشأ هذه اللغة هو مناطق الصحراء في الجزيرة العربية وفي الشمال الأفريقي، وكانت مناطق مطيرة ومليئة بالغابات بينما اوروبا وشمال الأرض عبارة عن طبقات جليدية.

العلماء ضخموا المسائل عن اللغات السامية والآرية وفصلوها بحيث تكون غامضة بالنسبة لغير المتخصص وأصبحت من المسلمات التي لا يناقش في أمرها. هذا الإستقراء الخاطئ والذي كان مبني على (بلبلة) الكلام والذي في الواقع لا علاقة له به وإنما كان إستقراء للحضارات الماضية والتاريخ والذي آمن به العديد من العلماء وبشكوك فيما بعد.

نعلم الحقيقة التي يتفق عليها العلماء والعامة أن الإنسان لا يتطور إلا في ظروف مناخية مناسبة. كانت الجزيرة العربية وشمال افريقيا تمر بظروف مناخية جيدة وكانت في ذلك الوقت منطقة الإنسان الأول ومنشأ اللغة العربية، بعد ذلك حدث ما يسمى بالجفاف العظيم وأصبحت الصحراء غير قابلة للعيش، بينما بدأ الجليد في اوروبا وفي شمال الأرض ينحسر، وهاجر الناس الى الشمال وهذا ما يعلل الهجرة من الشرق الأوسط وشمال افريقيا الى اوروبا على مدار الأزمان حتى وقتنا الحاضر.

وجد العلماء المهتمون بالمقارنات بين اللغات اللاتينية والأوروبية عموماً وبين اللغة العربية أن هناك كميات هائلة من المفردات إما أن أصلها غير معروف، أو يسندونها ظلماً لغير اللغة العربية ويذهبون بها الى كلمات بعيدة جداً ويتعسفون في التخريج الى درجة أنها تجانب الحقيقة العلمية أحياناً.

قد نفسر هذا الموضوع بتلاقي الحضارات وتداخلها، ولكن الشئ المختلف فيه أن ما يسمى بالتقسيم الآري والسامي والحامي لا أساس له من الصحة، وأن الحقيقة هي أن منبع اللغات الحقيقي هو الشرق الأوسط وبمعنى آخر الوطن العربي ولغته العربية، اللغة التي هي أساس اللغات العالمية وهي البذرة التي نمت وتفرعت منها شجرة اللغات العالمية، وهو ما ينكره ويتجاهله علماء الغرب وبفوقية.

دليلنا في ذلك نزول القرآن الكريم على خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم باللغة العربية والذي كان قبلها في لوح محفوظ قبل أن تخلق البشرية، ونحن كمسلمين مهما إختلفت لغاتنا من كل أنحاء العالم فإننا نقرأ القرآن العربي باللسان العربي وصدق الله العظيم حين قال: 

﴿ إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون﴾ – (سورة يوسف ٢)

 وقال أجل من قائل:

(وإنه لتنزيل رب العالمين ۝ نزل به الروح الأمين ۝ على قلبك لتكون من المنذرين ۝ بلسان عربي مبين) – (سورة الشعراء: ١٩٢- ١٩٥)

وقال المولى القدير :

﴿ قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون﴾ – (سورة الزمر: ٢٨)

وكفانا الله سبحانه ليكون حجة عليهم، والسلام على من إتبع الهدى. 

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

لماذا الحرب ؟

السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة …