مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / إنبعاثات غلاسكو ..

إنبعاثات غلاسكو ..

إجتمع في غلاسكو كبار الأرض لمواجهة مايسمى “ أزمة المناخ “، فيه غابت روسيا والصين بسبب التسييس والتمحيص.

قوم جدد في كوكب الأرض سموا أنفسهم “ المناخيون “، فبعد النباتيون أصبح لدينا “ المناخيون “، النباتيون يرفضون التمتع بالأنعام، والمناخيون يرفضون ثاني أكسيد الكربون المصنع وعليه حتى الكربون الطبيعي.

بعدما أهلك الإنسان الحرث والزرع وجار في الصيد أصبح نباتياً .. وبعدما أنتجت مصانعه كل ماهب ودب من خفيف ومن ثقيل  ومن صناعات وصلت الى “ النووي “، أصبح مناخياً. 

فكرة  التحكم في الإنبعاثات أساسها علمي ومنطلقاتها الأممية هامة ومقدرة، ولكن أمتطاها السياسيون الغربيون وكأنها من بنات أفكارهم، يوجهونها لتحقيق مصالح بلدانهم الإستراتيجة فقط كوسيلة ضغط وإبتزاز واضحين.

كل الأفكار والمقررات التي سيصدرها إجتماع غلاسكو اليوم سبق للمملكة أن طرقتها في سنين سابقة وبدأت في تطبيقها. قامت السعودية منذ السبعينات بإنشاء مدينتي الجبيل وينبع لإستثمار البتروكيماويات ولخفض نسبة الكربون، وأنشئت شركة سابك أضخم منشأة في العالم لتنقية ثاني أكسيد الكربون، كما أن ارامكو السعودية وضعت خططاً جبارة لإستخراج المحسن للنفط، في عام ٢٠١٢م أطلقت السعودية البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة لتقليل الإنبعاثات ضمن مبدأ الإقتصاد الدائري للكربون، وفي منطقة نيوم المستقبل، تم هناك تطوير أضخم منشأة للهيدروجين الأخضر، وتلا ذلك أضخم مشروع بيئي عالمي تقدمه السعودية وهو “ الشرق الأوسط الأخضر”.

 جميل أن تسبح بدل أن تغرق، ولكن كبار القوم يظنون أنهم “ ملائكة “ في مصدر إنبعاثات الكربون، فبعد تجارة “ النووي “ وزيادة المنتج منه على وجه الأرض، صاروا حكماء في إسداء النصح لمنتجي النفط، وأنهم بالذات أي “ أهل الخليج “ هم السبب الكربوني. فوق ذلك يغمزون ويصرحون بإن دول الخليج ستصبح بسبب نضوب النفط  غير مستقرة سياسياً وغير صالحة لعيش البشر.

سياسة المناخ ستصبح مثل سياسة الإستعمار الممنهج، والسيطرة على المضائق وأعالي البحار، وحتى سباق الفضاء الذي أصبح للبصبصة  على بعض وليس مع بعض .. وسيصبح المناخ عذر من لا عذر له للتسلط.

 

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

لماذا الحرب ؟

السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة …