نتألم كثيراً عندما نتابع إعلامنا المرئي بشكل عام بعيداً عن مواكبة التحول الوطني في كل المجالات، حتى الآن لم يستطع إعلامنا إقناع الكثير في الداخل والخارج بأنه متميز كتميز المملكة النهضوي.
لم يحقق الإعلام السعودي طرحاً مبهراً حتى نذكره سواء في مجالات السياسة أو الإقتصاد أو في الرياضة. في فترة سابقة طلعت بوادر أمل ولكنها تلاشت وعاد الإعلام الجديد الى القامات الإعلامية القديمة، لكنها قد ذبلت ومنها مارفض العودة بسبب أن خروجه القديم من ساحة الإعلام كان مهيناً.
تقدمت التقنية ولم يستطع إعلامنا ومسؤوليه أن يوظفها التوظيف المناسب، أصبح إعلامنا مبهراً في الصورة لكنه لم يقدم المحتوى الثري بل إجتهادات لا تنم عن تميز أو بناء أفكار جديدة.
في المجال السياسي أجد ثقة عوضتني عن خجلي من الإعلام السعودي، فمثل الأمير تركي الفيصل قامة وهامة، فهو وزارة إعلام لوحده بحديثه وأناقته ومعرفته السياسية، أيضاً وزير خارجيتنا المتمكن الأمير فيصل بن فرحان يكفي عن قنوات “ الإخبارية “ و “ العادية “، ومثلهم معالي الأستاذ عادل الجبير فعندما تستمع إليه سواء نحن كسعوديون أو من خارج المملكة فإنك تقفل جميع المحطات وتلغي كل المفضلات.
في المجال الإقتصادي وخاصة في البترول والطاقة، يكفينا وجود الأمير عبد العزيز بن سلمان بحرفيته في التفاوض ومهاراته في التصريح وهو خير المتحدثين الفاعلين.
هؤلاء الذين نعرف، هم إعلامنا وهم خير من يمثلنا ولم يستطع أحد في الإعلام المرئي السعودي أن يكون بقدر طموحهم لإيصال صوت المملكة.
لا يكفينا طموح معالي وزير الإعلام المتواضع، لأن آمانينا كبيرة وعالية بحجم مقام ولاة أمرنا وإنجازات بلادنا، نريد طموح محبي الإعلام أن يكون ثرياً ومؤثراً، وعليه نتمنى أن يوازي ذلك أو أكثر من دعم الأندية الرياضية وكرمها مع اللاعبين والمدربين.
مثل هذا الإعلام لا يستحق التشفير ولا يستحق أن تدفع ريالاً إلا إن كنت مكرهاً وعندها “ حيل الله أقوى “، وهذا ماحدث من ردات الفعل في مايخص قنوات ( SSC ) ولن أفصل فيه فالكل علم واكتوى.
الإعلام هو خط تكتبه فإن كان جميلاً منظم السطور واضح الأفكار فسيراه الآخرون جميلاً، وإن كان خالياً من النقاط والفواصل ومتمايل السطور فلن يجذبك ولن تريد قراءته مهما كانت التفاصيل ومهما تعددت ألوان القلم الذي كتب به.