مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / ( إخوان ) من الرضاعة

( إخوان ) من الرضاعة

مازالت روائح التيار ( الإخواني ) الظاهر والمستتر تفوح في جوانب وزوايا حياة بعض المحيطين  بنا .. يتظاهر البعض بتسامحه وفي داخله يحمل ضغينة وكراهية تتفجر مكوناتها في لحظة عابرة يلحظها من يرصد التحولات في آرائهم.. نلحظ ذلك حين ورود خبر عن من لا يعجبهم هواه فتنطلق من النفس ( الإخونجية ) بشكل لا إرادي على ألسنتهم المفردات الأولية لرأيهم الباطني، تخرج المذهبية والتعصب وإقصاء الاخرين والرأي الأوحد الذي يعتقدون أنه الأصح، وفي لحظة وفي جلسة يتلون هذا الاندفاع في العبارة الى كلام معسول، يبدون تظاهرهم المزيف بحبهم للبلد وليس الوطن وللقيادة بشكل ساحر يشوبه النفاق بشكل كبير و واضح.

هؤلاء ينكرون أنهم من التيار ( الإخواني ) لكنهم في الواقع هم ( الإخوان ) من الرضاعة لا يرثون المال ولكنهم من أهل البيت  ( الإخواني )، في دواخلهم ينتظرون وقتاً ويأملون في عودة وإستدارة الزمن لتنطلق من ألسنتهم وبسواعدهم  ما قد عشعش في قلوبهم من أمراض قديمة، يرغبون في قلب الطاولة ليعودون أو يخرجون مافي دواخلهم الى نقمة تصيب المجتمع، يرفعون الصياح والعصا عقاب على التحول الذي يرون أنه  زاح عن ماكانوا يرغبون به، هؤلاء هم وحوش تنتظر خلف الأشجار للإنقضاض على التغيرات التي طرأت ليستكين لهم الأمر فيعودون بنا الى الوراء أربعون عاماً.

هؤلاء أصحاب السترات الرمادية مازالوا يأملون وعصي عليهم أن يخرجوا من جهلهم، هؤلاء بيننا وفي مفاصل حياتنا، تجدهم في كل نشاط إجتماعي وإقتصادي وحتى الرياضي والإعلامي، هم دكاترة ومعلمون ومدربون وموظفون وعدليون ومحامون وغيرهم لهم تأثيرهم الخفي في كل المجالات، تحسبهم معك في الظاهر وهم ضدك في الخفاء .. الإستهانة بهم هو ضربة للتطور والتقدم والإنتاج، هم  يحبطون المسيرة ويلمزون  وهم ماكرون في الرأي، هم بالمختصر فيروسات نائمة واللقاح لها يحتاج الى كثير من الجرعات ويتطلب الكثير من العزم والحزم.

 إن كان هناك بعض التراخي والبطء في مسيرة البناء فهو نابع من توجهات هذا التيار الغير محفزة، حصلوا على المناصب وهم مؤتمنون على طاقات الوطن لكنهم مؤتمرون بأفكارهم البالية، هم صناع الفساد وزبائنه، صبغوا وجوهم بريبة  الإلتزام في شخصياتهم الملائكية بعدما إمتلأت وفاضت حساباتهم البنكية وتعددت وتنوعت ممتلكاتهم العقارية ومحلاتهم التجارية وخزائنهم المنزلية.

هؤلاء لن نستطيع إجتذاذهم بسهولة، سنبقى سنيناً لكي تذبل وتغيب هذه العقول المترهلة ولكننا على ثقة من رؤية الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وعلى سبل تطبيقها لكي نحمي وطننا ومجتمعنا وننهض نهضة حقيقة بعيداً عن هذا العدو الخفي.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

لماذا الحرب ؟

السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة …