لا أنكر بأن دمعتي قد نزلت تمنياً وفرحت بحذر حين سماع خبر ( بداية ) المصالحة الخليجية والتي كانت من أول أخبار السنة الحالية، عسى أن تكون أيامها سعادة ورفعة لشعوب الخليج العربي.
آل سعود ملوك في السياسة والحكمة، لا يفجرون في الخصومة ولكنهم يقرصون الأذان التي لا تسمع، لا يكابرون في التعامل ولكنهم يلجمون الأفواه التي لا تعي ماتقول، هم قلوب واسعة لمن يعرف مداخلها، هم نفوس تأبى المكيدة ولا ينقصون الناس حقها ولا مقدارها، السياسة عندهم فروسية وهم فرسانها، سادة في التربية والترويض.
( أولاد ابن سعود ) كما نحلو أن نسميهم، كانوا طوال تاريخهم ومازالوا سيف حق على كل من ظلم وتجبر، هم عصا خيزران وعصاً غليظة كل حسب فعله على من تكبر وزاح عن طريق الأخوة وقيم الدين.
سلمان الحكيم أدار الطاولة على ترامب اللئيم الذي قدم صلحين معاً، مع العدو وآخر مع الشقيق، سلمان برضاه وسماحته إختار الشقيق فقط فكان لسلمان ما أراده ضميره العربي الأبي، إستطاع صقر العرب سلمان في لحظة تاريخية أن يصيب عصافيراً عدة بمخلب واحد، فلم يعطي الفرصة لترامب وصهره للصلح مع العدو، ولا الأمل لبايدن ونائبته أن يستغلا الخلاف الخليجي لتحقيق مخططاتهم.
تحية للكويت التي صبرت ثم وفقت، وللسعودية التي تحملت ثم رحبت، ولقطر التي عصت ثم عادت، وتحية للأشقاء في مصر والإمارات والبحرين الذين وقفوا موقف الشرفاء وقبلوا ( شور ) الشقيق الأكبر الحكيم سلمان.
وأخيراً، على الجميع من يتعامل مع السعودية بكل الحلول الكاملة أو المنقوصة، عليه أن يعرف أننا عندما نقول: أن الحل دائماً في الرياض، فإننا لا نعبث بالقول ولا بالفعل .. والسلام منا على ملكنا سلمان ومن سلّم له ومن سلّم عليه.