مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / المصلح الله …

المصلح الله …

دائماً في حياتي ماكنت أشك في تصرف أي مصلح من بني البشر يريد أن يصلح سواء في السياسة أو على المستوى الشخصي، فالصلح مصالح تبدو واضحة المشاعر المتعالية وغامضة النوايا المكتومة، المصلح دائماً يتباهى بنجاحه بعد مغادرته أو هروبه بالأحرى من ساحة الصلح لكي لا ينفضح أمره ويبقى مدافعاً بعدها على أنه المخلّص وحلاّل الحلول.

المصلح من بعض بني البشر في رأيي منافق من الطراز الأول، يذهب الى الكبير ويقول أنت الكريم والحنون ويذهب الى الصغير ويقول أنت الشهم والمحترم وينسى القضية ويعوم الأقوال، والمصلح يلعب دور جرير والفرزدق معاً في المدح وفي الردح، يغتاب المتخاصمين كل على حده، والكذب عند المصلح كذب أبيض، وهو عادة مايستبيح الحقوق للتراضي ويسلب الضمائر تقية ومجاملة مستعيناً بشهود الزور حضوراً.

المصلح من بعض بني البشر  يجامل الشامت ويقول أنت ( العسل ) ويقول للمشتوم أنت ( القشطة )، والمصلح يفرق الزوجين فيدعو الرجل بالخضوع والمرأة بالستر، ثم يشهد الطلقة الثالثة وينتظر فراق الرجل وعدة المرأة.

أفضل الصلح بين البشر صلح المتخاصمين بأنفسهم وبحكمتهم، وأفضل الود والتراضي هو بين إثنين ليس بينهما ثالث، وإن حدث أن بينهم ثالث فهو في لباس شيطان .. وفي الأخير فإن المصلح في كل الأمور هو في هداية الله سبحانه.. نسال الله الهداية بدون مصلح من بعض بني البشر.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

لماذا الحرب ؟

السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة …