مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / الخليج العربي وبعض العرب

الخليج العربي وبعض العرب

عندما أعلن قادة الخليج العربي الكبار رحمهم الله جميعاً  تأسيس مجلس التعاون الخليجي عام ١٩٨١م لم يقصدوا منه هيمنة أو فرض وصاية على أحد، قصد ملوك وأمراء الجزيرة العربية وحدة الخليج العربي ووحدة العقال والعمامة العربية الأصيلة في مواجهة من يريدون من العقال أن يسقط والعمامة أن تطير.

 دول الخليج والجزيرة العربية لها من الإرث التاريخي الثري والطويل ماهو مجيد ومشرف، ولها ينابيع خير أكرمها الله بها، مما جعل إقتصادها من أكبر الإقتصادات العالمية، ولها من الثراء والترابط الإجتماعي الكثير في سلالات القبائل والعوائل الكبيرة الممتدة من ساحل البحر الأحمر وحتى وسط الخليج العربي. كل ذلك أكبر مما يظنه البعض أنها صحراء وشواطئ، إنها حضارة البدوي المتطور والنوخذة العابر للبحار. 

يعلم أهل الخليج العربي والجزيرة العربية بأن الدول الإقليمية المتعنترة والدول العربية حكاماً وبعض شعوبها لا يريدون الخير لمنطقة الخليج العربي، رغم أن خيرهم من خير دول الخليج العربي، ولكن ماذا تقول على من يمعن في الإساءة ويصف الشعب العربي الخليجي بأنهم رجعيون وأعراب .. هؤلاء خارج الخليج العربي يدعون العروبة ولا يعرفون من عروبتهم سواء لسانهم الناطق بلغة العرب وربما لايحسنون نطقها إلا بلكنة المستعمر والمذهبية.

للأسف أن بعض العرب لم يشككوا فقط في عرب الخليج العربي والجزيرة العربية بل يشككون في سيرة رسول الأمة الى العالم ( صلى الله عليه وسلم )، يقدحون في علماءها وقادتها التاريخيين على مر الأزمان .. فكيف أن يسمي نفسه عربياً أن يوغل في إدعاءات وإفتراءت كاذبة عن أبي بكر الصديق وخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص ( رضوان الله عليهم )، كيف هؤلاء العرب ينكرون أبطال الجزيرة العربية التي دانت لهم الأرض في عهد الخلفاء الراشدين وإنطلقوا من صحاريها ومن بواديها وشعابها حتى تمكنوا من إرساء الدولة الاموية والعباسية ووصل عرب مكة الى بلاد الأندلس، وأخيراً تمكين المولى عز وجل للملك عبد العزيز إبن سعود طيب الله ثراه في توحيد المملكة العربية السعودية،  كما تثبتت دعائم الوحدة في إمارات الخليج العربي على طول شواطئه حتى أصبحت منطقة الخليج العربي الأشهر بالخير الوفير والسياسة المعتدلة والعدل الإجتماعي لشعوبها ومن عاش بينهم.   

كيف تنسى عقول الحاقدين لبعض العرب من هم أبطال الجزيرة العربية من كل صوب فيها ومن كل قبيلة عربية، يرجفون في تاريخ عرب الجزيرة وهم من كان في ديارها علي بن أبي طالب القرشي والمثنى بن حارثة الشيباني وعمرو بن العاص القرشي وغيرهم الكثير، ألا يعرفون من أين كانت الخنساء السلمية ومن أين كان السمؤال الأزدي والنابغة الذبياني وحاتم الطائي وزهير بن أبي سلمى المضري وعنترة بن شداد العبسي.

بالله عليكم كيف لقوم يخوضون في تاريخ الأمة العربية وفي حضارة وشعب الجزيرة العربية بكل صفاقة ومجون .. فهل ننتظر منهم أن يكونوا منصفين الآن لأبناءها وحكامها الذين هم جميعاً أحفاد أبي بكر وعمر وبن الوليد ( رضوان الله عليهم ) .. بئس القوم هم!

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

لماذا الحرب ؟

السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة …