رغم أن المسافة بين الأرض والقمر تبلغ حوالي ٥٠٠ ألف كم، إلا أن إعجاب الإنسان بالقمر تخطى أنه جرم قمري جار لنا بل الى جسم عاطفي يناجيه كل من ينظر اليه .. القمر هو معشوق الملايين، تغنى به الشعراء وجعلوه عيناً وخداً للحبيب، وتطرز ليل المطربين بنوره، شهادات ميلاد كتب عليها أسماء القمر والبدر والهلال، وتسمت به أندية كرة القدم بإسم القمر الهلالي، ورفرفت أعلام دول برسمة القمر بكل أشكاله وألوانه.
هذا الجسم اللامع في السماء ليلاً أوجد له خصوصية لدى البشر تسمى ” ثقافة القمر “، حضارات وأساطير جعلت من القمر إله ومن منازله عملت التقاويم لحساب الوقت والتواريخ، وبقدرة الله له جاذبيته الطاغية التي تجعل البحار تمتد وتجزر.
المتشائمون يلصقون بالقمر تهم واهية، يزعم قدماء الفلاسفة أن القمر البدر يتسبب في حماقة بعض الأشخاص والسبب أن الدماغ به ماء ولذا فهو في مد وجزر، ومن الدراسات الحديثة الغير مدللة علمياً تفيد بأن حوادث المرور والأزمات النفسية والحوادث تكثر في أوقات إكتمال القمر.
وللقمر معجبون من نوع آخر يريدون ضمه ومعرفة تفاصيل جسده، تتسابق الدول في إكتشاف القمر والوصول اليه، وهناك منافسات منذ عقود بين امريكا والصين وروسيا لتحقيق مايمكن، هذه الدول لم يسلم منها أحد حتى القمر الذي أصبح محل نزاع دولي على من يملك القمر؟.
نزاع ملكية القمر قد يؤدي على إنشاء منظمة العقارات الفضائية ويجعل القمر مستعمرة بشرية تتقاسمها الدول الكبرى، وتضع عليها قواعد عسكرية لمباشرة أي غزو فضائي كما يتوقعون، ومواقع سياحية جذابة برحلات متتابعة من الارض اليه، كل ذلك يكسر كل أساطير العبادة ورمزية الحب القديمة عن القمر.
سيبقى الإنسان يعشق القمر مهما كانت المحاولات لتغيير النظرة اليه، فهو قديس الأحباب وأنيس الوحدة وهادي الخطا في ظلام الليل.
سيبقى القمر قريباً في دواخلي ورمزاً لا أخطي رؤيته .. ولو قدر لي الحصول على قطعة أرض فوق القمر سأظل أغني له : ياقمر تسلم لي عينك.