عندما يتوسط ترامب في اللحظات الأخيرة وتعلن الكويت تلفزيونياً مبكراً نجاح الوساطة، وتؤيد قطر تسوية شاملة، ثم ترحب طهران بسرعة و تتمنى تركيا اللقاء الخليجي، فإن هناك شي مريب. كل تلك الإحتفالية المبكرة قابلها تصريح متزن من السعودية وصمت متوقع من مصر والإمارات والبحرين على محاور الريب الخماسي.
صحيح بأن السياسة مصالح وصحيح بأن السياسة ليس فيها أصدقاء ولا أعداء دائمين، لكنها مع من لا يعرف الشهامة وينفك عن محيطه وأصله فيجب هجره وعدم الوثوق به، سيصبح منبوذاً حتى لو كان على رأسه ريشة. الثقة لن تأتي “ سهالات “ لمن حاربنا بماله وبلسانه وبعملائه.
الصغير الجاهل الذي يعاند الكبار سيظل صغيراً في عيوننا مهما بلغ شأنه وإعلامه وسلاحه، والمرتهن الذي يحاول تأليب الحمقى للنيل من مملكة العرب فهو دنيء ومريض يصعب علاجه إلا إن شاء الله له بالهداية وبالشفا.
التغني في السياسة بكلمة ” الأشقاء ” في مقابل الشقاوة المقيتة في الأفعال والأقوال هو تودد مزيف وإقتراب مخيف والثعالب لا يؤمن جانبها ومكانها التيه في الصحاري القفار.
أنني مؤيد لكل ما يراه ولاة أمرنا والقيادة السعودية حفظهم الله في هذا الشأن، لكنني لن أكون سعيداً بأن يتم الصلح مع دولة نازعتنا وعاكستنا طوال ثلاثة سنوات، لن أكون سعيداً كمواطن سعودي حتى يتم تنفيذ مطالب السعودية التي تحميها من شرور العابثين، وأن يأتي أمير قطر هداه الله وعائلته كبارهم وصغارهم لتقديم الولاء والطاعة لملك العرب، هذه عادات وشيم العرب في أمور الخلاف إن كانوا فعلاً عرباً وأشقاء ولا يستمعوا لقول العجم، وعند ذلك مرحباً بالصلح وعفا الله عن سلف.