تصريح صريح وصادم في نفس الوقت من وكيل الشؤون العمالية بوزارة الموارد البشرية، صريح قوله في عدم وجود جهة تتأكد من شهادات الخبرة للوافدين سواء داخل أو خارج المملكة، وصادم في أن التصريح صادر من وكيل “الشؤون العمالية” ،وأتعجب من عدم المسؤولية، فماذا يعني وجود قطاع الشؤون العمالية لكي يوجد لها وكيل وزير!.
الصراحة أيضاً أن هناك شكوكاً كثيرة في تصديق ومصداقية بعض الدول التي تناضل لإرسال مواطنيها لطلب الرزق الى المملكة لتزيد من سيل العملات الصعبة اليها، والصادم أن سفارات المملكة بالخارج تصادق على جميع شهادات التعليم والخبرة للوافدين ملحقة بعبارة “ دون أدنى مسؤولية “ عن المحتوى فما الفائدة من هذا الإجراء اذا كان لا يخدم مصلحة بلدنا؟.
في المقابل فإن المبتعثين السعوديين في مختلف التخصصات الذين أرسلتهم وزارة التعليم حسب نظام الإبتعاث الحكومي تصادق شهاداتهم بنفس الطريقة من الملحقيات التعليمية السعودية في كل دولة، المحزن بعد عودتهم الى المملكة تبدأ التعجيزات والحواجز من قبل الشركات السعودية للتهرب من توظيفهم وتفضيل الوافدين بشهاداتهم التي صدر معظمها من جامعات غير معترف بها حتى من دولة موزنبيق، والخبرة التي لديهم لا تتعدى ورشة تصليح دراجات نارية.
الواقع الأليم أن الوافدين لم يأتوا بالخبرة بل اكتسبوها في المملكة بمساندة ( للأسف ) من السعوديين في الشركات السعودية وخاصة ” العملاقة ” منها.
إحدى هذه الشركات السعودية العملاقة تقوم بتوظيف أكبر عدد من الوافدين عبر الاستقدام المباشر وغير المباشر ، أكبر عدد في العالم وليس المملكة، هذه الشركة لا تقبل المبتعثين السعوديين إلا بعد قائمة طويلة من التحريات في بلد الإبتعاث، منها التواصل مع الجيران وأقسام الشرطة ومبيعات السيارات وموظفي الجامعات، وتستمر عملية التأكد والتمحيص وإجراءات التوظيف لمدة تقارب السنة وربما أكثر، وقد تقبل الشركة أو لا تقبل، وفي المقابل فإن توظيف الوافدين يكون أقصر بكثير والحجة الحاجة الماسة لأن الحاجة للمواطن ليست أولوية ولا ماسة.
بسبب ذلك تعطل مبتعثونا السعوديون ذوي التخصصات العلمية وهم بالآف في الحصول على وظائف التي ذهبت للوافدين الذين أصبحوا مقيمون إقامة طويلة و ” لولا الحياء والعيب والسمعة ” لمنحوهم الجنسية، وفي ذلك تجاهل، فقد ضاعت أموال الإبتعاث التي صرفتها الدولة وهي بالمليارات وكسبتها الدول والجامعات التي أرسلوا اليها، وضاع معها مستقبل شبابنا السعودي بسبب إستقدام الوافدين، ومازالت الوزارات تصدر التأشيرات فاتحة باب الإستقدام على مصراعيه مما دعى الشركات الى التمادي و التهاون في توظيف السعوديين.
هل سيبقى المبتعثون السعوديون العاطلون ذوي الشهادات المرموقة والتخصصات العلمية بدون مستقبل بسبب أنهم كانوا من ضمن ” برنامج الملك عبد الله للإبتعاث الخارجي “، رحمة الله على الملك عبد الله وأسكنه فسيح جناته.
الأمل في الله ثم في عطف وكرم الملك سلمان وولي عهده حفظهما الله في إطلاق إشارة التوظيف لهؤلاء المبتعثين السعوديين ” المقهورين “.