مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / السياسة لها أهلها

السياسة لها أهلها

هناك أشخاص عندما يتحدثون في السياسة كأنهم يشربون كاساً من الشاي بروقان تام وبحنكة وبحكمة لا يجاريهم فيها أحد .. الأمير تركي الفيصل حفظه الله أحد القلائل من الساسة من يجيد فن الرد المتمكن والإجابة الساخنة بدون تشنج أو تصنع .. هذا الرجل تعلم السياسة بالفطرة من أبيه المغفور له الملك فيصل رحمه الله، وعاصر ورافق أخاً وزميلاً ومرؤوساً ظل سيد السياسة السعودية الأمير سعود الفيصل رحمه الله .. كل ذلك إمتزج بشخصية الأمير الأنيقة الهادئة والذي هو مستعد دائما للقاء أعتد الصحافيين وعلى كل قنوات العالم التي يهابها بعض الساسة لسخونة طرحها .. تجده في جلسته مهاباً وفي طرحه واثقاً مجيداً في إنتقاء جمله التي تصنع الأخبار .. حتى وهو لا يحمل الصفة الرسمية في لقاءاته لكنه هو المتحدث الذي يعرف بلاده والمتابع الممتاز لهمسات السياسة السعودية الرزينة.

هو يمثل كل مواطن سعودي وجمله الشهيرة يستخدمها السعوديون كرد موجز ومعبر في كل دفع عن حق المملكة، وهو قاموسهم في الرد والإيضاح عن وجهة النظر السعودية في كل المحافل.

اليوم في لقاء للأمير تركي الفيصل مع محطة السي إن إن العربية المعروفة براديكاليتها وتوجهها في مناكفة سياسة المملكة، وضع الأمير السعودي النقاط على الحروف بكل شجاعة وبكل ثقة وتميز عن الآخرين، سألته المحطة كل الاسئلة المحرجة فكانت أجوبته شافية من ناحية الإجادة والمباشرة في القول المبين.

يشرفني أن أقتبس من كلام الأمير حروفًا ذهبية قصد بها كل من يحاول النيل من المملكة من خلال إختلاق الاخبار الكاذبة .. هذه جمل مرتبة لا يحسن صياغتها غير الفيصل، إجابتان كانت بياناً وتصريحاً لا تلميحاً عن التطبيع المزعوم وعن نتنياهو  الكذاب وذكّر العالم من هو الملك الصادق سلمان :

عن التطبيع ونتنياهو يقول الفيصل : “المملكة نفت ذلك وأعتقد أن مصداقية المملكة يجب أن تكون أعلى بكثير من مصداقية شخص مثل نتنياهو، شخص متهم في بلده أنه كذب على الشعب الإسرائيلي في عدة أمور، فكيف يصدقون واحداً كذابا ولا يصدقون واحداً صادقاً في كل إصداراته السابقة”.

وعن القضية الفلسطنية قال سموه : “المملكة موقفها ثابت، والملك في خطابه لمجلس الشورى ذكر أن القضية الفلسطينية هي قضية المملكة الأولى وأن المملكة ملتزمة بالمبادرة العربية للسلام”، وتساءل مستنكرا: “ليش كلام الملك ما يُصدق وكلام نتنياهو يُصدق”.

شكراً أيها الأمير الشجاع ومنك نتعلم ويتعلم الآخرون من بيانك ودهاءك . . والسياسة لها أهلها وأنت قمتها ..  جعلها تبطي سنينك ياولد فيصل.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

لماذا الحرب ؟

السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة …