قامت شبكة الـ بي بي سي بنشر قائمتها التي تضم ١٠٠ إمرأة ملهمة ومؤثرة من جميع دول العالم لعام ٢٠٢٠م، إعتمدت القائمة على ضوابط حددتها الشبكة، تحمل طبيعة الدول والأسماء كل المفارقات التي تؤمن بها الـ بي بي سي سواء إتفقنا معها أم إختلفنا.
تضمنت القائمة مجموعات متميزة في المعرفة والقيادة والإبداع شملت ١١ إمرأة عربية من اليمن حتى المغرب، إضافة الى ١٠ مسلمات من افغانستان حتى نيجيريا وعدد من النساء من بنغلاديش مروراً بأوروبا حتى امريكا تم إختيارهن في مختلف التخصصات الإجتماعية.
وبعيداً عن نظرية المؤامرة والحقد والحسد فإن القائمة لم تتضمن سعودية متميزة رغم جهود تمكين المرأةالسعودية خلال السنوات الماضية، ربما أن الوقت لم يحن، ومن غير الإنصاف أن نطالب مبكراً بأن تكون المرأة السعودية ضمن القائمة، لكن واقع الحال أننا لم نكن في دائرة الإهتمام حتى من حيث المبدأ.
السبب في نظري أن قاعدة إبراز المواهب والمبدعين ليست مفعلة عندنا بالطريقة الصحيحة وبعضنا يفضل ” يد الجماعة ” فوق ” إبداع الفرد ” .. في ثقافتنا الإجتماعية إذا أبدع فنان أو فنانة تشكيلية في نحت وبناء مجسم فني جمالي في أحد شوارعنا فإننا نصرح أن الفضل لله سبحانه وتعالى ( ثم ) الى رئيس البلدية، وإذا تمكن طالب أو طالبة من إحراز تقدم في مسابقة علمية فإن الفضل لله سبحانه وتعالى ( ثم ) لمعالي وزير التعليم، وأنا أومن بمشيئة الله في كل الأمور لكن أن يكون التالي بعد الله هو المسؤول وليس المبدع فهذا حجب للحقيقة لأن الله سبحانه هو الملهم لكل مبدع.
إن أردنا أن نشكك في قائمة الـ بي بي سي فإننا سننعتها بكثير من النقد وهذا لن يفيد ولن يغير من موقف الشبكة شيء، الأجدر أن تقوم مؤسساتنا المحلية وشبكاتنا الإعلامية بتسليط الضوء على مبدعينا، هذا من خلال عمل قوائم داخلية دورية من اجل التنافس الشريف وخلق مناحي الابداع بدون تدخل ( ثم )، وأن تكون بناءاً على ضوابط يقتنع بها الداخل والخارج بأنها حقيقية وسيصل صداها الى كل العالم، عندها ستحمل الشفافية والمصداقية وليس لأنها تعطي حقاً لمن ليس له حق.
دمتم سالمين.