مدونة عثمان بن أحمد الشمراني كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة
هل يحترم العرب العلماء العرب؟ .. سؤال لا أستطيع الإجابة عليه بشجاعة .. لكن الشواهد تقول إنه غير مهم وجودهم أو عدمه.
يشهد الحال في الحاضر والماضي أن العلماء غير مرحب بهم في بلادهم العربية، التشجيع لا يتعدى نظرية الأواني المستطرقة في معامل الدراسة والحصول على الشهادات العليا، أما بعدها فلا أخبار ولا إختراعات.
في الحاضر يفتخر ويحتفل العرب بكل عالم عربي ولكن هذا المخلوق العالم متواجد ويعيش في دولة خارج المنطقة العربية .. معظم العقول العربية في المجالات العلمية المتقدمة هاجرت الى دول أخرى غير عربية ونالت التشجيع والشهرة.
المؤسف أن ذلك يعود الى تاريخ من العداء مع العلماء، فالعرب الأوائل حاربوا وقارعوا العلماء سواء من أصل عربي أو مسلمين عاشوا في كنف العرب.
قرأنا في تراثنا بأن العرب المسلمين وقفوا ضد العلماء العرب والمسلمين وكثير منهم أحرقت كتبهم في مشاهد كارثية لدوافع أيدولوجية .. أُتّهِم ( إبن الهيثم ) عالم الفلك والفيزياء والهندسة بأنه كافر وملحد وضال، نعتوا ( إبن سينا ) أبو الطب بأنه رأس ملاحدة الملة، قالوا عن ( إبن حيان ) أبو الكيمياء بأنه زنديق وكافر ومجهول النسب، وزعموا أن ( الرازي ) صاحب كتاب الحاوي في الطب لا يؤمن بالنبوة وأنه ملحد وزنديق، كما أنهم رموا ( الكندي ) العربي مؤسس الفلسفة العربية والإسلامية بأنه منجم ضال وأتهموه في دينه.
هذا تاريخ العرب مع العلم المتقدم والعلماء الحقيقين، فكيف ياترى تنهض أمة بدون الإهتمام بالعلوم المختلفة وتشجيع العلماء ذوي العقول المنتجة.. المشكلة متأصلة منذ أزمان وهي في مفهومية وثقافة الأمة ولن أسهب أكثر من ذلك.
