مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / وداعاً أيها الكريم .. ” أبو جمعان “

وداعاً أيها الكريم .. ” أبو جمعان “

ختام الرحلة في الحياة مؤثر .. رحلة قصيرة لكن من عاشها في إيمان وكسب رضا الخالق ثم الخلق كان شأنه في محياه ومماته مفرحاً له ولخالقه  ولعباده.

نحسب ونشهد لله بأن المؤمن الصادق الفقيد دخيل الله بن جمعان كان محباً في كل لحظه لله ورسوله وكان أيضاً  ” ابو جمعان ” مطيعاً لله شاكراً لنعمه .. وهذا هو الآن في رحلة لقاء ربه .. ندعو ويدعو له الناس بالرحمة والمغفرة من قريب ومن بعيد .. ومن حاضر وغائب .. شيباً وشباباً .. زوجاً وإبناً وإبنة وأخاً وأختاً .. قربته وأحبابه رجالاً ونساءا.

كان ” أبو جمعان “حاضر الجماعة وأحد عصبها المتين وحامل لواء الكلمة الواحدة والكريم للجميع في نفسه ومن ماله .. لم يخفي يوماً إبتسامة أو كلمة حق .. لم يعتب لحظة ولم يغضب ساعة ولم يهجر قلباً  بل كان متسامحاً ودودا .. كان في القمة عندما تناديه المواجيب وكان في السهل عندما تطلبه الأمور العنيدة.

 كانت رحلته في الحياة رضا الوالدين في أعلى مواثيقها ودعم الأخوة في الحنان والوصال وسعة النفس وطيب التربية مع الأبناء .. أكرمه الله بكريم فضله فأكرم غيره من غير منة ولا بخل .. خدم الوطن بكل إخلاص وخدم جماعته بكل أريحية .. فنال محبة الكبير في المقام والصغير  في العمر .. ومن نالها نال محبة الله.

كان بلوغ العطف في زوجه وأهله كبيراً لا تساويه جبال  .. كان حنوناً فلم يعرف الأنانية ولا قصر البذل .. كنت أغبطه على كمية الوفاء المتبادل وحجم التضحية الغير مشروط بين زوجته وابناءه وإخوته .. كنت أغبطه على محبة الناس له .. كنت أغبطه على جمال السفر برفقته .. هو الخادم المتفاني  وهو من يطعم بطيب أياديه حسن المذاق .. لا يمل منه أحد حتى لو تعطف نوماً فهو يتعطف محبة ويفترش الأرض عن غيره  لينام هانئاً.

كان “ أبو جمعان “ من الكبار في خصاله الإنسانية.. كان كبيراً في سيرته وفي علو مقامه .. كانت الرحمة مقصده وكانت الشيم منهله.

 حسبي به دوماً أنه الإنسان الصدوق ومن يعرف ” أبو جمعان ”  فإنه عرف شرف صحبة الكبار في التعامل الراقي،  والأخوة المكتسية بحرير فيه من اللمعان والبريق، مايجعل الرجال أن تقبل جبينه وتحني هامتها إحتراماً له في يوم دفنه .. رحمة الله عليه رحمة واسعة تدخله في جنانه وتجعله من المخلدين فيها.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

لماذا الحرب ؟

السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة …