معظم التراجم التي ذكرت في عهود متفرقة عن إمام المسلمين قاطبة ” محمد بن اسماعيل البخاري “ .. متوافقة على أن الشيخ الجليل كان يكتب ويملي .. يملأ المحبرة تلو المحبرة ويبري القلم تلو القلم .. كان السامعون والناقلون يأخذون عنه .. كان الإعجاب من كل الناس كيف وكم يتحمل هذا الرجل في رواية الحديث، وصون السنة، وقتل الكذب على رسول الله.
هذا الإنسان الذي شغل عمره بالكلمة الصادقة يقولها ويرويها يأبى إلا وأن يعمل العمل الحق .. يصون به الصدق في ضياء النبوة .. هكذا كانت حياة الإمام البخاري مرتحلاً يشد الرحال من مكان الى مكان يرابط في كل أرض سكنها .. كان يحمل مشعلاً لبيان العلم وقلماً لحماية الدين.
في عهد التدوين الإسلامي حافظ الكثير من علماء الاسلام على شعلة الدين .. جاهدوا وتعبوا وبعضهم فقد البصر في سبيل البحث والكتابة .. كان هذا العهد هو عهد الرواية والسماع والحفظ والتيقن .. كان هو الأجود في لغته والأصلح بدون شوائب .. كانت الفاقة لتأصيل البحث تحض على الجد والجهد والحفظ والصون .. لم يكن التواكل والتهاون صفات لهم بل كان الإتكال على المصادر هو ديدنهم .. فكيف بنا ننكر فضلهم ونقلل من شأنهم ونضعف علمهم .. أصبحنا نتفاخر بالمطبعة ودور النشر وهي التي قدمت مادة هزيلة وكتب كثيرة لاتسمن ولاتغني من جوع.
رغم اني أحترم معرفة السياسة وسرد الرواية الإجتماعية في كتابات ( تركي الحمد )،إلا أنه دخل وشطح ( شطحة كبيرة ) لاتوازي مقامه الأدبي في رمي السهام على الإمام البخاري وعلمه .. إختزل الحمد نقده للشيخ في تغريدة طافت مواقع التواصل الإجتماعي وأحدثت ردات فعل غيورة على الدين وعلى شخص الشيخ في علمه وإجتهاده المقدر والمعترف به من قبل المسلمين لدهور عديدة.
إن سطراً من ترجمات العلماء في حياة وسيرة الشيخ الإمام البخاري هو أفخم وأقدر من سيرة ( تركي الحمد ) .. أكبر بحجم الجبال من كل ماكتبه وماصنعه تركي لنفسه .. لن يقبل عاقل مهما كانت عقيدته أن يوازن بين تاريخ الشيخ وتراثه الخالد وما يسطره الحمد ومعه طابور من أقرانه .. والرد عليه لن يكون في مستوى شكه ولكننا ندعو الله له بالهداية طالما أنه مسلم مؤمن كما يدعي.
أدناه ترجمة للشيخ الإمام محمد بن إسماعيل البخاري كما وردت في أحد طبعات الصحاح التي أجمع عليها العلماء الذين خدموا صحيح هذا الإمام رحمة الله عليه وغفرانه.