قد تعتب على إنسان مقرب لك من تصرف حدث منه سواء بقصد أو بغيره .. لكن العتب قد يزول بإبتسامة أو بكلمة ودائماً مايقال شعبياً ” العتب صابون القلوب ” .. الأدهى من ذلك عندما يخيب ظنك في إنسان وهو الذي شيدت له منازل في القلب والوجدان .. الخيبة هي نتيجة لمواجهة مشاعر مزيفة عشت معها ردحاً من الزمن ثم تظهر الحقيقة المرة .. قد تكون الظنون حالة من الشكوك في البداية لكن بعد إثباتها تصبح حالة خذلان لا يداويها أعذار ولا تصالح .. يتراكم الظن في النفس .. ساعة يستجاب له وساعة تدفعه أخلاقيات الإنسان .. أما الخيبة بعد الظن فهي صدمة موجعة تهتز لها جنبات القلب ويضيق بها الصدر والنفس .. عندما يخيب ظنك في إنسان فإن أماني اللقاء تحجب ولغة الكلام تتعطل ولا يبقى إلا الندم على ضياع الوقت فيما مضى وعلى خسارة ما قيل .. لا يتحمل عمر الإنسان في الحياة خيبات ظنون كثيرة من أناس عاشرهم .. العشرة مع الظنون تورث الهم والشك وتجنبها يولد المفاجآت في ظهور الواقع غير المنتظر وربما الوقت غير المناسب.
قد يتعب القلب من كثرة إرتجاجه وصداماته خاصة عندما يكون من أقرب القلوب له .. كثير من الأفئدة الصادقة مرضها المميت هو خيبات الظنون المتكررة .. الفؤاد يصبح سقيماً وتذبل عروقه وينزف وتجف دماؤه قهراً.
المؤلم أن من أُخيب الظن فيهم ينكرون أو يجهلون المسألة وهم من أشد القلوب قساوة ويلطفون الجو بقولهم : “ أحسن الظن يا هذا “ .. عفوك يارب.