مواضيع منوعة
الرئيسية / أشعار / الوالدين .. ياولد

الوالدين .. ياولد

دأب الشعر عند العرب منذ قديم الأزمان أن يكون متنفساً للقلوب وللمشاعر .. كان الشعر  دواءاً للهجر وبلسماً  للمحبة ووفاءاً للصديق ومؤنساً في الفراق ..  كان أيضاً مدعاة للنصح في نوازل الإنسان السلمية  وللشجاعة في ميادين الحرب والمنازلة .. أغراض الشعر كثيرة وحظيظ من تمكن في شعره فمدح فنال الهبات .. وأحب فظفر بالحبيب المصون .. ونصح فصالح بين الناس بالوئام.

في هذه القصيدة الجنوبية الإيقاع إنفردت مشاعر الشيخ محمد بن عبد الله بن شائق في طرق شاعري لموقف إنساني فريد ..حدثه به أحد كبار جلساءه الكرام والذي كان يثق في الشيخ وبينهم معزة متبادلة .. شكا الشيخ الأب للشيخ الشاعر عن معاناته وحسراته من أحد أبناءه عن مجافاته له ولوالدته ولإخوانه من بعد زواجه .. ربما أن هذا شائعاً في وقتنا الحاضر وقد يكون العذر أن الإنسان في أوقات من زمانه قد تذهب به الأيام وزينة الحياة الى غير مقصد لكن تظل تربية والديه حاضرة في قلبه .. ويكمل الوالد أن إبنه تعرض لنكسة نفسية واجتماعية .. تألم الأب كثيراً من حال إبنه واشتكى لربه ثم للناس حتى ألهم الله له أن يشرح ماحصل لـ ( أبي شائق ).

طلب الوالد الحزين من الشيخ كتابة قصيدة لإبنه لعلها تكون الرسالة الأخيرة فقد إستنفذ كل جهده .. وبإذن الله وإلهامه عكف الشيخ محمد على كتابة القصيدة وأعانه الله على هذه الأبيات التي أرسلها الى الإبن مباشرة بدون إخبار والده .. كانت هذه الرسالة مفتاح القلوب المغلقة والنفوس المكبلة فأثرت في الإبن كثيراً وهو الإنسان الذي أيقظت حروفها في روحه السليمة نفحاً أصيلاً هو نتاج التربية الأبوية .. تلك الصفة النبيلة برزت في لحظة الإرتهان الى العقل وأعراف الأخلاق الحميدة .. عاد الإبن وفرحت العائلة والأحباب وأصلح الله الشأن بسبب قصيدة تطرق فيها (ابو شائق) لكل أبعاد المشكلة وأوجد الأسباب وعرفها وأورد الحلول بقالب شعري جميل يعكس حكمة وصفاء روح الشيخ محمد حفظه الله .. فكان الشعر أداة خير للإصلاح وبه بعد عون الله  تعود النفوس الى الحالة الهادئة الطبيعية وتعود الحياة الجميلة خضراء مكثرة بالزهور والورود … قراءة ممتعة.

         

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

مرثية من قلب أبو شائق : يا سعود إبن صالح

عند الكبار تسبق الأفعال الأقوال .. لا تأتي الحروف المعبرة  إلا بعد محبة عميقة, وصحبة …