لبنان الستينيات كان جميلاً بجبله وبسهوله وبشواطئه وحتى بشعبه الذي يحب الفرح، كان السياسيون في لبنان القديم يلبسون ويفضلون الملابس الرسمية البيضاء، كانت إشارة الى الصفاء والتوافق وكانوا في لبنان يحبون العرب والعرب يحبونهم ويسهرون معهم طوال السنة.
بعدما غنت ست الذوق ( فيروز ) وأرز لبنان الشامخ ( نصري شمس الدين ) ( دبكة لبنان ) التراثية، غار السياسيون منهما فغيروا ألوان معاطفهم الرسمية وأصبحت سوداء داكنة وإقتحموا مناطق البلد ودبكوا عليها بطريقتهم.
أصبح الدبيكة هم زعماء الطوائف، دبكوا وهزوا الأرض بالتفجيرات والإغتيالات والمغامرات العنترية، دبكوا على جراح ودم الشعب اللبناني، عزلوا ( أم زياد ) فيروز وتولوا دور الرحابنة، ألفوا المليشيات والاحزاب وأصبح قائد الفرقة ميليشياً وصاحب الكلمة حزبياً والملحن نائباً في البرلمان، أصبح الأمل البري والحزب المشاغب مهيمنان وأداروا الفوضى اللبنانية الحالية.
بعد حادثة المرفأ وما أفرزت، وصل المخلّص الرومانسي ( ماكرون ) الى قصر الصنوبر الفرنسي وقابل فرقة الدبكة السياسية اللبنانية، حاولوا وهم متضامنون أن يرقص معهم، رقص مع كل واحد منهم على حدة وخرج وهو متألماً من مخارجه وأمهلهم ثلاثة أشهر. يعلم الجميع خارج وداخل لبنان أن الرقص مع هذه المجموعة يتطلب مهارات شيطانية فهم على خلاف لكن في مواجهة غيرهم على إتفاق.
قبل لقاءهم زار ( ماكرون ) شمعة لبنان ( فيروز ) لعله يضيئها مرة أخرى، يأمل أن يعيدها في حفلة في بعلبك تحت الأعمدة الستة بدلاً من جحور الأحزاب الستة لتمسح جراح اللبنانين، ترى هل سيعيدها الوصي بعد تفكيك العصابة التي أخذت دور ( فيروز ) التي كانت تلم الناس لا تفرقهم.
إن تعثر ( تجديف ماكرون ) ومواصلة فرقة الدبيكة السياسية اللبنانية دبكاتها، سيبكي جيل لبنان القادم للعالم ويصرخ :
بدنا نعمر لبنان جديد ..
ويظل العرب ينتظرون متى سيعود لبنان ( سويسرا الشرق ) .. وهذا بعيد المنال في ظل استمرار قبضة من يتحكمون في لبنان في الوقت الحاضر.