في زمن كورونا أصبحت المحاذير والمعاذير والإعتذارات مبررة لدى كثير من الناس .. في زمن كورونا تعززت المفارقات وباتت كأنها أعذار شهادات التغيب بسبب إعتلال الصحة .. لقليل من الأسباب في علاقات الناس يتذرعون بالإشارة الى كورونا والتبرير جاهز وهو الخوف من العدوى .. عدوى الخصام والتملص والذهاب الى الوحدانية والإنكفاف هي صورة شائعة في زمن كورونا .. هذا الزمن لم يعد فيه الخجل مخجل فالكمامة تغطي الأفواه وملامح الوجوه والأطباء ينصحون بإضافة النظارة كوقاية ليس من حسد الناس بل من رذاذهم المتطاير.
بعض الناس يعتبر كورونا نعمة كما أنه نقمة فقد أصبح لا يلام في تقصير ولا يعاتب في وصال .. أصبح البعد فضيلة والسلام فيه تردد فإهتزت المشاعر وغاب نبض القلوب وأصبح محله رعاف الأنوف .. في السلام توضع الأيدي على الصدور كأنها تمانع .. وحين السعال يسيطر الخوف وكأن ما من أحد لم يسعل في صغره سعالاً ديكياً.
طغت على كثير من المتكورانين صفات عززت طباعهم السابقة، أصبحت متلازمة تلصق كل شئ بكورونا، لا أتحدث عن الفيروس فلا أحد يشكك في خطورته ولكن عن حالات نفسية يشكل فيها ( فيروس الظل ) خطراً كبيراً وما من لقاح لهذه المتلازمة التي نراها في محيط علاقاتنا الإجتماعية،.
عند إنكشاف الشخص المصاب بـ (فيروس الظل ) فإن الحذر منه مشروع وهو الإبتعاد عن منطقة تأثيره والتي عادة ما يكون نطاقها واسع، التباعد البسيط غير مجدي لأن القرب منه يجعل الأعصاب تحترق من قوة درجة حرارته الإشعاعية.
بعد مشيئة الله لقاح ودواء فيروس كورونا سينتج على نطاق واسع وسيصبح مثل علاج الصداع .. لكن ( فيروس الظل ) الكوروني سيظل في نفس الشخص المتكورن حتى مماته .. الأمل له بالشفاء مفقود .. مفقود.