مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / منتحل .. مطلوب

منتحل .. مطلوب

يوجد حساب شخصي تحت إسمي الحقيقي في تطبيق ( انستغرام )، أضع فيه بين الحين والآخر عدد من الصور التي أختارها، لم أكن منتظماً وهجرته لفترات متقطعة، لست منفتحاً على الآخرين إلا في حدود ضيقة ومتابعيني هم من الأقارب والأصدقاء وعددهم قليل جداً، عادة لا أقبل طلبات الموافقة من أناس مجهولين، أتابع في بعض الأحيان الحسابات العامة لبعض المميزين في إظهار الصور النادرة.

بالأمس أرسل لي أحد الأقارب الأعزاء ( س. ف ) وهو من متابعيني رسالة يسألني إن كان لي حساب ثاني في الانستغرام فجاوبته بأني لا أملك إلا حساباَ واحداً، توقعت بان أمراً قد حدث وهو الإختراق لحسابي، أرسل لي قريبي صورة من الرسالة التي أرسلها المحتال عبر بريد التطبيق، كانت الرسالة المزورة من المنتحل “ ترحب وتسهل “ بالقريب وتسأل عن صحته و يصفه “ بالغالي “ ثم أعقبها بكتابة : بأنه ينوي عمل مجموعة واتس اب جديدة تحت إشرافه لتبادل الخبرات تضم ” خيرة الدكاتره “!، وطلب أن “ يتفضل معنا “ ثم طلب منه رقم هاتفه للمراسلة.

عرف قريبي بفطنة وخبرة مغزى الرسالة وأنها مزورة رغم أن الحساب الموجود في أعلى صفحة الرسالة يشير إلى إسمي الصحيح إلا أن تحته مكتوب “ حساب جديد “. عند تمعني في الرسالة أثار إنتباهي إسمي المكتوب باللغة الإنكليزية، هناك حرف تم مضاعفته لتمكين التسجيل مع وضع صورتي الخاصة كما هي، ذهبت إلى حساب المنتحل فإذا هو فعلاً إستخدم الإسم المعدل وحافظ على صورة البروفايل وضمن حسابه صوراً إختارها من موقعي الأصلي. اتفقت أنا وقريبي سوياً على الإبلاغ إلى إدارة الانستغرام، قمت بالإبلاغ فوراً عن الحساب المزور، بعد حوالي ربع ساعة تم إيقاف الحساب المزور. قدمت شكري للقريب الحبيب على تنبيهي وإعجابي وتقديري لفطنته وذكائه وحسن تصرفه.

توالى بعدها عدد من الرسائل استفساراً عن مدى صحة مجموعة الواتس اب فذكرت لهم ما حدث، لم يبلغني أحد أنه وقع في مصيدة المنتحل وإن كان فألتمس من جميع المتابعين العذر وأقول لهم: لست ذلك الشخص الذي كان غبياً في تصرفاته لغرض شيء أراد به تشويه سمعة أو إثارة فتنة وهو بلا شك مريض في عقله وشاذ في سلوكه.

في إتصال معه، ذكر لي أحد الزملاء الأعزاء جازماً ومن واقع خبرة بأن هناك أفراداً ومجموعات من دول مجاورة عربية وإقليمية حاقدة على المملكة تقوم بهذه الأعمال، تنتقي الأسماء المعرفة والمصرحة بإسمها نسبة إلى العائلة والقبيلة وتنتحل حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي، هدفها بث الفرقة وإثارة الشائعات، عن طريقها تهاجم المملكة وقادتها ومسؤوليها منتحلين أنهم من شباب ورجال ونساء المملكة، هذه واحدة من أساليب المرتزقة التي تجندها الدول الحاقدة على المملكة، حتى أن أسلوبهم يفضح بسرعة لأنهم يكتبون بلغة وطباع لا يتواصل بها الناس اجتماعياً، لغة لا تحس روح السعوديين فيها فتنهزم بفطنة المواطن السعودي الشريف .

حمانا الله جميعاً من ضعاف النفوس وجهال العقول، ونسأل الله أن يكسر يد من أراد لنا الشر والفتنة وأن يجعل كيده في نحره وأن يقطع دابر كل محتال ومنتحل ومنحل.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

لماذا الحرب ؟

السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة …