مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / زمن دورة الخليج و ” الكوره “

زمن دورة الخليج و ” الكوره “

* الحمد لله أن أمد في عمري و أن تعود دورة الخليج العربي في دورتها الرابعة و العشرين و أنا في صحة و عافية، عايشت دورة الخليج العربي منذ دورتها الأولى في البحرين من خلال المذياع و الصحف، و شاركت في دورتها الثانية في حفل إفتتاحها عام ١٩٧٢م في ملعب الملز ( إستاد الأمير فيصل بن فهد رحمه الله )، كنت من ضمن طلاب المدارس المتوسطة المشاركين في عرض اللوحات الخلفية في صدر الملعب فيما يشبه التيفو في الوقت الحاضر، كان موقعنا في مدرجات الدرجة الثانية أمام المنصة في حضور الملك فيصل رحمه الله،   توالت العروض الاستعراضية خلال الحفل الذي أقيم عصراً  و  شارك فيه منسوبي القطاعات العسكرية و طلبة معهد التربية الرياضية.

* في أيام دورة الخليج العربي المعدودة، تتذبذب الحالة النفسية لشعوب الدول المشاركة و تكون في أعلى حساسيتها، طبعاً مع مرور الزمن لم يعد الإهتمام و الإستعداد لها من أوليات الدول الرياضية،  إلا أن الأثارة موجودة  و أشتهرت سمعة الدورة عربياً رغم عدم تصنيفها كبطولة معترف به من الإتحاد الدولي.

* من عاداتي القديمة عندما أشاهد مباراة لمنتخبنا الوطني في كرة القدم أستمر في المشاهدة بشي من القلق و عندما يسجل الخصم هدفاً فإني أترك المكان بشي من الغبن، و حين يسجل المنتخب هدفاً فإني أيضاً أنسحب عن المشاهدة أملاً بسماع نباء الفوز لاحقاً، و إن استمرت المباراة بدون أهداف استمريت بتحفظ شديد حتى النهاية.

* و من عادتي الحديثة أن لا أستمتع بمشاهدة الدوري السعودي و إنما أتابع جدول الترتيب لمعرفة من متصدر و من متخلف، الدوري السعودي أصبح الكلام خارج الملعب أكثر من ركل الكرة داخل الملعب، أستمتع بمشاهدة كرة القدم الأوروبية منتخبات و أندية، لاعبي المفضل القديم البرازيلي بيليه و الجديد البرتغالي كريستيانو رونالدو حيثما كان، و أضيف اللاعب المصري محمد صلاح حفظه الله.

* هذه المجنونة كرة القدم سحرت العالم، و بصفتي إنسان أعيش على هذا الكوكب العزيز الأرض، أتوقع متأكداً أن  نصف حياة الناس في العالم هي متابعة كرة القدم  بإنتظام حضوراً و مشاهدة و ممارسة.

* الوحيد الذي ينافس كرة القدم المجنونة في الإنتشار هو جنون آخر، إنها عمليات قتل الأبرياء من الناس مهما كان السبب حرباً أم جريمة، إرهاباً طائفياً  أم قاتلاً منفرداً، عناوين الإعلام المثيرة هي عن كرة القدم و القتل فقط أما الباقي أخباراً ثانوية.

* الدعم الجماهيري و المالي لهذا الجنون لا حدود له  فرواتب محللي كرة القدم هي الأعلى رقماً يشاركهم  محللي جرائم القتل و الحروب، بالتالي  حجم الإنفاق بالدولارات على كرة القدم و الإعلام المرئ في العالم يوازي الإنفاق العسكري لأمريكا و روسيا بما فيها القنابل النووية!

أكثروا من مشاهدة و دعم كرة القدم لكي تستمر في المرتبة الأولى و إلا فإن الحروب و القتل ستكون المتصدر الأول و يزداد فرح و شراسة تجار السلاح  و شرار الناس ، أما المتابع لكرة القدم فعليه التفكير في  أن ينشئ لاعباً ماهراً بدلاً من قاتل و مجرم.

حمانا الله وإياكم من الجنون بمختلف أشكاله.

الصور التالية من دورة الخليج الثانية عام ١٩٧٢م و التي كان لي الشرف مع زملائي المشاركة في حفل إفتتاحها.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

المدن .. ليست مدن نوم

في ضوء ما تشهده المملكة من تطور حضاري في مجال تخطيط المدن نسمع كثيرا بعنوان …