غداً يصادف اليوم العالمي لكبار السن و الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة كمناسبة عالمية سنوية لرفع نسبة الوعي بالمشاكل التي تواجه كبار السن، و يتضمن الإحتفال بما أنجزه كبار السن للمجتمع و أدناه مختصر مصور عن هذا اليوم.
و عليه وصلتني رسالة كما وصلت لغيري من مجلس شؤون الأسرة – لجنة كبار السن و هو مجلس تابع لوزارة العمل و التنمية الإجتماعية، الرسالة تقول :
“ نستلهم بفخر ما قدمه كبار السن من عطاءات و أعمال كان لها عظيم الأثر في بناء و تنمية و طننا الغالي. “
طبعاً الرسالة مكتوبة بعناية و بأسلوب جميل و مهذب لكنها تعكس الوجهة الوطنية الهامة و لم ترسل الرسالة الإجتماعية المطلوبة للرعاية و هي الأهم. منظمة الأمم المتحدة ركزت كعادتها على المشاكل خاصة بتسليط الضوء على تفادي إساءة معاملة كبار السن و تعزيز الخدمات الصحية و توفير التأهيل، و هذا ما يأمل كل مسن أن يحضى به.
عموماً ربما أن المهمة أكبر من مجلس شؤون الأسرة الذي يعتبر توجيهي و تعريفي لأن الدور موكل الى وزارتي العمل و التنمية الإجتماعية و الصحة و الذي لا أرى بأن هناك جهد حقيقي في هذه المسألة، في الجانب الآخر هناك دور كبير للمجتمع لتحقيق الواجبات تجاه هذه الفئة العمرية،.
و هنا تبرز معاني القيم و الأخلاق و التعامل الذي أوصى بها ديننا الحنيف، لن أكون أنا أو غيري أكثر بلاغة و حكمة و فصاحة و أدباً من رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم، الرسول الذي كانت سيرته الشريفة هدى لنا و مناراً في كل تصرف أو عمل نمارسه في حياتنا.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : “ ما أكرمَ شابٌ شيخاً لسِنِّه إلا قيض الله له من يكرمه عند سِنِّه “.
و عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : “ ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا “.
و عن إبن عباس رضي الله عنهما ، عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : “ البركة مع أكابركم “.
و جاء في حديث النبي صلى الله عليه و سلم : “ إن من إجلال الله : إكرام ذي الشيبة المسلم “
كما ورد في الأثر أن الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك دخل مرة المسجد، فوجد فيه رجلاً كبير السن فسلم عليه، و قال : يا فلان، تحبُّ أن تموت؟ قال : لا، و لم؟ قال : “ ذهب الشباب و شره، و جاء الكبر و خيره، فأنا أحب أن يبقى لي هذا “.
ربنا أكرمنا و أرزقنا بحسن الخلق و بإحترام الكبير منا و باللطف للصغير منا و أحسن خاتمتنا، أنك الكريم التواب.