قدر لنا أن نعيش في هذه المنطقة من العالم التي تعتبر من أشد مناطق العالم حرارة بسبب طبيعتها الصحراوية ، نحبها عند حلول الفصول القصيرة المختلطة و نضيق ذرعاً و طولاً في فصل الصيف الطويل الملتهب، رغم ذلك سعداء و نغني في كل الفصول “ حنا أهلك يا دارنا برد و هجير “.
المنخفض الهندي يسبب لنا ( إزعاجاً ) و ( إحتباساً نفسياً ) يلهب و يغلي أجسادنا و يعكر أمزجتنا، أيضاً رغم ذلك نتحمل بحسب تكويننا الجيني حرارة الخمسين و حتى أكثر، بعكس بقية العالم الذي يضيق من درجة حرارة الثلاثين و يغمى على بعضهم و منهم من يتعرض للوفاة.
في فصل الشتاء نتحمل البرد و نستعين بملابس الأعوام الماضية و نستطيع أن نتكيف مع حرارة الجسم بالملابس و بالمكان المغلق عن هبوب الشمال التي نقاومها بكل شجاعة، هذه الشجاعة ننهزم أمامها في الصيف رغم وسائل التكييف بسبب فواتير الكهرباء المرتفعة جداً جداً.
شركة الكهرباء كانت خاسرة في أرباحها طوال العقود الماضية لكنها أخذت “ الطابق مطبوق “ خلال العامين الماضيين، تتعلل شركة “ ثبتها “ بسوء إستخدام المستهلك و قد يكون معلوماً و نتقبله لكن ليس بهذه المبالغ التي يعتبرها الكثير مجحفة في حق سكان هذه الصحراء، بدل أن يكون هناك مراعاة للظروف القاسية الخارجة عن المألوف أصبح جور و قساوة الأرقام الفلكية للفواتير يرفع درجة حرارتنا و ضغطنا أكثر مما يسببه هذ اللهيب الرباني.
أكاد أجزم أن التطوير و الأبحاث في أساليب بدائل توفير الطاقة الكهربائية غير مفعل في شركة الكهرباء، ما نراه هي وسائل تقليدية في التشغيل و تقنية عالية في تحصيل الأموال. إن الحلول في مثل الظروف البيئية في المملكة يجب أن تكون مبتكرة و لا يجب أن تكون مثل مثيلاتها في مناطق العالم التي متوسط درجة حرارتها في الصيف يبلغ ٢٥ درجة مئوية.
التطوير في التكنولوجيا و الإستثمار في الجيل القادم من محطات توليد الكهرباء سواء الغازي أو النووي لم يأخذ في الإعتبار لتطبيقه و التحول له، يبدو أن “ شركتنا “ مازالت على عقلية ” مواطير ” الكهرباء و مد الأسلاك و التعذر بالأحمال فأحرقتنا بالفواتير أكثر من اللهيب الساخن في الأجواء و هي تصيح : ثبتها !.
على إدارة الشركة أن تكون مبادرة لوضع الحلول بالتنسيق مع الجهات المعنية التي تختص بالطاقة و طرق إحلالها بدل الجيل القديم، لا ننتظر مثلما إنتظرنا في مسألة القطارات أعواماً عديدة قبل أن ندخلها في سير حياتنا .. لماذا نحن متأخرون في تطبيق الوسائل العصرية رغم توفر المال .. هل هو الإهمال في التفكير المستقبلي أم أن الخوف من التغيير و التطوير يرهب إدارة الشركة ثم نصحو بعد خسائر كثيرة لبلدنا و شعبنا.
ندعو لشركة الكهرباء : ثبتها يا مثبت.