التشدد الديني المنحرف في بلادنا ذو عهد قديم و خاصة من بعض المتشددين الذين تولوا وظائف رسمية و كان لهم تأثير على سير تطبيق القرارات الوطنية، أؤتمنوا على حاجة البلاد و العباد بتكليف من ولاة الأمر في بلادنا لكنهم لم يكونوا على مستوى عال من المسؤولية، لم يراعوا حق الدين و لا حق العباد فكانوا سقماً صعباً إستئصاله و لكنهم في الطريق الى الفناء و عند الله تحاسب الخلائق.
في زمن مضى كان هناك معارضة قوية لتعليم البنات و عندما جاءت الإرادة السياسية بإفتتاح مدارس البنات كان أول المتقدمات من بنات المتشددين في مكاتب التعليم و بنيت مدارس بجوار منازلهم ، كان هناك أيضاً معارضة لدخول التلفزيون فكان أن افتتحت محطة التلفزيون و كان أول من أدخل التلفزيون في بيوتهم هم المتشددون و المعارضون له سابقاً، كانت هناك فئة من المتشددين يتحكمون في مفاصل التعليم و كانوا في مجالسهم الخاصة يتباهون بأن الإبتعاث تغريبي و هو في رأيهم إحتراز من التشبه بالكفار و عندما أقرت برامج الابتعاث كان أول الدفعات من أبناءهم و بناتهم، عندما أقر ولي الأمر حفظه الله قيادة المرأة كان من أوئل من قاد السيارات سيدات من عوائل المتشددين الذين حرموها قبل ذلك، تعلموا القيادة في مدارس خاصة سرية في سيارات فارهة، و بعدها عندما صدر قرار تمكين المرأة حصل المتشددون الذين كانوا يرفضون خروج المرأة على أرقى الوظائف لنسائهم، و انفرط العقد في الصحف المحلية عندما ترى بعض الكاتبات النساء من أسر المتشددين الذي كانوا يمقتون و يحرمون ظهور المرأة الغير متحجبة رغم صراخهم السابق عن الحجاب و التستر.
هذه أمثلة لتقلب بعض المتشددين المتنفذين في أمورنا الدنيوية و الذين كانوا يظهرون في وسائل الاعلام بكل أشكاله و محطاته بأنهم طاهرون و صارمون في رأيهم و هيئتهم بالغتر المكوية دون عقال تغطي عيونهم و بصائرهم، قس على ذلك في أمور كثيرة في مجال الترفية الممنوع و التلاعب في أسعار إستقدام العمالة و حملات الحج الوهمية و الجمعيات الخيرية المشبوهة و تولات الكمبودي و العود المزيتة و البخور من خشب الفورمايكا.
لقد كشف الرجل الشجاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله في فترة وجيزة زيف هؤلاء و أزاح الستار عن مكنوناتهم الطامعة في المال و الجاه ، و أميط الستار عن تشددهم المزعوم بأنه مزيف و أنهم طلابة دنيا لهم و لمن حولهم، لم يراعوا الأمانة و حق المواطنة و اتسموا بالأنانية المطلقة، لقد سرقوا أيامنا بل سنيناً طويلة من عمرنا و عمر بلادنا و تطورها، جعلونا أربعين سنة في حالة غيبوبة، كانوا في ظنهم هم المتقون و أهل الجنة و نحن الكفار و أهل النار.
ليس لنا من قول بعد هذا الخداع سوى قوله سبحانه و تعالى :
” و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون “