مواضيع منوعة
الرئيسية / علمتني الحياة / ورقة على لوحة إقتراحات دعم رؤية ٢٠٣٠

ورقة على لوحة إقتراحات دعم رؤية ٢٠٣٠

من قديم و حكاوي الشيبان رحمهم الله لنا كجيل بعدهم و خاصة الذين عملوا في بدايات شركة  ارامكو، كانوا يسمون نظام العمل و العمال المستحدث  حينها  بنظام ” العمى و العميان ” تهكماً و رداً  بسبب تعامل النظام معهم و ظنهم أن العمى صفة مجازية لوزارة العمل في ذلك الوقت و أنعكست الصفة على منسوبيها، و مازالت الوزارة بعد عقود من الزمن تؤكد ما ساقه الشباب الأوائل في ذلك الزمان و مايراه أولادهم و أحفادهم الى الوقت الحاضر.

وزارة العمل منذ إنشاءها و ما تلاها من مسميات مزدوجة لم تستطع أن ترتقي الى المستوى المأمول الذي يرتضيه ولاة الأمر و لا الى تحقيق طموحات المواطنين و لا تمنيات الأشخاص ذوي الإعاقة و لا رضاء مستفيدي الضمان الإجتماعي الذين تخدمهم الوزارة.

في المسمى الحالي، مفردة ” العمل ” كلمة عامة و إسم ” التنمية الإجتماعية ” إسم عام و كل منهما علم بحد ذاته و كل له أرقامه و إحصاءاته و متخصصيه منفرداً و منفصلاً عن الآخر،  فلماذا الجمع بينهما تحت هيكلة واحدة ؟، في ذهني أن لا علاقة بينهما و من الأجدر عملياً أن تصبح ” التنمية الإجتماعية ” وزارة منفصلة.

مهما بلغ ذكاء و نشاط الوزير الواحد أو وكلاءه الكثر  في كل النشاطات المدرجة في موقعهم الإلكتروني و مبانيهم الإسمنتية المتنوعة تخصصاً و المختلفة إدارياً فإنهم  لن ينجحوا في تحسين الأداء أو تقديم الخدمات العديدة بشكل منظم و ممتاز  أو حتى ايجاد الأنظمة لكل قطاع منها، لن يستطيعوا بسبب حجم المهام المتشعبة و للأسف سيستمر التخبط الإداري و تعارض المصالح بشكل واضح و بدرجة غير مقبولة من عملاء الوزارة الأساسيين. تصورا أن وزارة العمل و التنمية الإجتماعية  مشغولة هذه الأيام بـتطبيق مهمة واحدة هي  ” عقد تجديد ”  لإستقدام الأعداد الكبيرة جداً من العمالة المنزلية، فأصبحت مرتبكة و حائرة و جندت الوزارة عقول منسوبيها لمواجهة مكاتب الإستقدام و المواطنين من أجل القادمين الى المطارات من ” خادمات و سائقين ” !.

في ظل دخول المعاملات الإلكترونية في أجهزة الدولة و التي أثبتت كفاءتها إنتاجياً و مالياً، لماذا لا تدمج وزارة العمل مع وزارة الخدمة المدنية و تركز على نظام العمل و العمال و تخطيط و توظيف المواطنين السعوديين فقط في القطاع العام و الخاص، و أن تقوم وزارة العدل بتسوية الخلافات العمالية بموجب نظام عدلي موحد لا تكون فيه جهة هي الخصم و الحكم. 

أما بالنسبة للعمالة الغير سعودية و عوائلهم فإن إستحداث وزارة للعمالة الوافدة و المقيمين  سييسر إدارة العدد الهائل منهم و يكون دورها متابعة أمورهم يحكمها في ذلك نظام العمل و العمال و أنظمة وزارة الداخلية.

عندها سنعرف نتائج و مخرجات كل وزارة بشكل واضح بدلاً من تورية التصاريح الصحفية بمساج  رقمي يخفي الحقائق المرة، و يمكن المحاسبة و التدقيق بوضوح و منها ستصبح الأرقام و الإنجازات هي الحكم على النجاح و ليس المتحدث الرسمي للوزارة.

لقد كانت رعاية الشباب في السبعينات الميلادية قسماً إدارياً في وزارة العمل، عندما إنفصل القسم عن الوزارة و أصبح تحت مسمى الرئاسة العامة لرعاية الشباب تطورت بشكل تصاعدي ممتاز،  أصبحت من أهم القطاعات الحكومية و أفضلها تنظيماً و هاهي تتحول تدريجياً الى قطاع خاص ربحي، يكفي بأن إنجازاتها وصلت الى العالمية، وصلنا كأس العالم خمس مرات، أصبح الدوري السعودي أقوى دوري إقليمي مستوى و ربحية،و أصبحت ملاعبنا و انديتنا و لاعبونا في مختلف الألعاب  يشار لها بالبنان.

كتبت ما سبق من واقع تخصصي في إدارة الموارد البشرية و إيماني التام  كمواطن  في دعم رؤية ٢٠٣٠  التي رسمها بحكمة و بثقة الرجل الملهم لنا جميعاً صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، هذه المبادرات العظيمة تحتاج مني كمواطن محب لقيادته و وطنه أن أضع على لوحة الاقتراحات الوطنية ما يمكن أن يكون فكرة للتأمل حتى لو لم يستجب لها، معترفاً بأني قد أجهل بعض الأمور الفنية و لكني أحاول بواقع خبرتي و متابعتي رغم عمري الستيني. و الله أعلم.

 

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

صحف مطوية

في سنوات سابقة من حياتي كنت استمتع كغيري بنعمة قراءة الصحف والمجلات المطوية التي كانت …