من يريد أن يتصادم مع التطور و المستقبل فهو أشبه ما يكون أن يصطدم بجدار من الإسمنت ، سوف يسقط مغشياً و سيعيش عمره في حومة فكرية مبعثرة، و من أراد أن يسلم نفسه و ضميره و قيمه طواعية بدون حذر فإنه سيصدم بأن الستار الواقي هو عبارة عن خيوط عنكبوت واهية، يخترق بسهولة فتنكشف سواتره و سيدخل دخان الفتن ليقضي على مكنونات نفسه و حتى خلايا جسده ، عندها سيفقد عقله و لباسه الساتر و لن يجد نصيراً سوى الموت القاهر.
ستكون في المستقبل القريب تطورات فكرية همجية و علمية تورث الشكوك و لن تقف عند هذا الحد و لا نعلم المجهول، مهما أوتينا من التصور فلن يعطينا يقيناً بما ستصل أمور حياة الإنسان في قادم السنين و الدهور، عندها سنسأل هل ستبقى الأرض صالحة للعيش الكريم؟
المسألة لم تعد قوامة المجتمعات بل عولمة الحياة بواقع مرير، واقع و أسلوب ليس لهما حدود و لا محاذير و لن تجدي الحصانات العقائدية إلا من رحم الله و قد يتحول الإنسان الى جداريات يتندر منها الخلائق غيره.
قصة التطور الحديث الممنهج أصبحت مثل حواديت و أساطير الأزمنة الغابرة، يفصلها و يشرعها من له القوة الخفية الأعلى و السيطرة العقلية عن بعد، قصص و أحداث تعيد لنا حديث الشيطان و الجن، اصبح الشيطان لا يخفي الظهور و لا الجن و العفاريت تخاف السير مع الناس و صاروا بيننا بكل أريحية و تتجول بحرية في شوارع المدن و تخاطب البشر بتقنية متقدمة.
لقد مكن الله الإنسان في الأرض بالسكنى و هبة العقل لكن الإنسان كعوائده السابقة لم يفي بوعده ففسق، تصالح هذا المخلوق العاصي مع الشيطان و شرار الجن و أعطاهم مفاتيح العالم بعد أن هجرهم دهوراً و قروناً، أصبح للشيطان عواصم كثيرة يحكمها و يسرح بها في العالم القديم و الجديد، أما خدم الشيطان و هم الجن عقدوا صفقات تعاون مع غلمانهم و فيها من سكرتهم ينادون على ” ياجوج ” و ” مأجوج ” لكي يظهروا و أعطوهم الأمان و السلامة.
حروب الشر في وسط البحار و المنازعات على تجارة العالم الشريفة و غير الشريفة أصبحت مخيفة، كل يريد ” المصباح ” كجائزة من الشيطان و كل يريد إمتلاكه ليخرج المارد يهدد به و يدمر ما يحلوا له، السيد الشيطان يعيد نسخ و تلميع المصابيح ، يتلقفها الجن و تطير بها، تنشر فيروس ” قابيل ” و تذكر الإنسان بالتفاحة و بأنه سكن في الأرض التي كانت مرتعاً لها و تصيح فيه بأمر الشيطان ” ويلك أيها الإنسان .. لن تعود الى الجنة “.
سبحان الله و أستغفر الله.