كنت في زمان مضى أحسب حاله و معاشه لي شكلاً ” مستقيماً ” ، لم يكن ” مستطيلاً ” لتدبر فيه أموري، و لا ” مربعاً ” فأشبه غيري و لا ” مثلثاً ” فأعرف ” البداية و النهاية ” .. كان ” خطاً مستقيماً “ .. أستشعر محطاتي في سلوكي الذاتي، أتدبر مقصدي متى أقف بدون إشارة مرور و أعرف أن أمشي بوجل بدون أن أتصور، أحترم مؤشر الحذر بدون حواجز أو مطبات و أقود مركبتي بسلام و بدون حزام يشدني عند المفاجآت.
كانت خطوطي ” متوازية ” مع الناس و الناس تبدو لي ” متوازية ” مع خطي .. لا ضرر و لا ضرار .. كان الإنسان ” المستطيل ” بالنسبة لي وسطي في القياس لكنه يختلف في عكس تصوراته، بينما الإنسان ” المربع ” متشابه الأوصاف فتشعر بالملل من صحبته، أما الإنسان ” المثلث ” فلا تعرف خاتمته ” قائم الزاوية ” متبدل ” الأضلاع “.
هذا الزمان الذي أعيشه الان هو زمن الخطايا للإنسان ، إنكشفت مقاييس الهندسة المحاطة بأضلاع الحماية، أصبح حساب الذات مفقوداً و جبر الخواطر مسلوباً و مبدأ ” التفاضل و التكامل ” نادر الوجود، أحاول ان أبني أشكال البشر لكي ترضى النفوس، أبدل أضلاعها تارة لعلي أن أجعلها ” معيناً ” و لكن المعادلات تتخالف فأظهر شكلاً بعيداً عن قوانين الحساب، شكل ” الهرم ” لم يعد مقياس الإحترام فأصبح القبح أعلى من الجمال و الإبتذال موقعه في مرتبة الشرف و الإلتزام في مساحة الدون و في رواسب التنكر.
حساب الذات في زمن الخطايا لا يجيده إلا الأنقياء في أسلوب حياتهم، معادلته مبنية في حساب ” جيب الزاوية ( جا ) ” و هو الدين القيم و جمعه مع ” جيب تمام الزاوية ( جتا ) ” و هو النفس اللوامة، الجمع بينهما يؤدي الى القيمة المستهدفة و هي الإنسان ” المستقيم “ السوي أي يساوي رقم واحد ( No. 1 ).
و رغم ذلك لم ينجح النصح و لا حساب المثلثات في حل تفسيري لحساب الذات .. و ركنت الى يقيني أن الحساب يوم الحساب عند رب العالمين و هو سبحانه العليم الخبير بنا.
دمتم أخياراً.