مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / خبر قديم و حلم ينتظر .. لقطار يسير بنا

خبر قديم و حلم ينتظر .. لقطار يسير بنا

عندما يحل علينا الصيف الملتهب و تلفحنا هبوب الصحاري و نسائم الرياح السموم و تعتصر أجسادنا برطوبة المناطق الساحلية ، تبدأ معاناتنا مع التنقل و السفر في هذه الأجواء، يدعم المعاناة الطرق الطويلة بين المناطق و المدن و القرى و سياراتنا التي تتآكل إطاراتها و ينفذ فريون مكيفاتها ، يردفها طيران الجو المكلف و تزاحم صالات السفر و إلغاء الحجوزات بسبب أو بدون سبب.

 طالما فكر مسؤولو النقل في المملكة في حلول السكك الحديدية في شق الصحاري و لكن العذر أو قد يكون هروباً من المسؤولية  أن أجواءنا لا تتحمل مثل هذه الوسيلة العالمية المريحة، رغم أن الموانع الطبيعية موجودة في كل أنحاء العالم ..  فمثلما عندنا غبار و رمال فأن دولاً إستطاعت أن تشق دياراها رغم الجبال الشاهقة و الثلوج  و المياة الغزيرة من الأنهار و الأودية و حتى البحار التي تعطل حركة الحياة حيناً من أيام السنة، لكن ذلك لم يوقفهم من خوف السقوط من الجبال أو الغرق في البحار و الأودية.

سوف نوفر كثيراً من المال الذي صرف على بنزين السيارات الذي نستهلكه كأفراد  و ما تنتجه و تستورده الدولة من الخارج حيث أن طاقة مصافينا البترولية لا تغطي الطلب المحلي، إضافة الى  هدر إنشاء مواقف سيارات واسعة في بعضها هي أكبر مساحة من مرفق ترفيهي أو منتزة وطني يرتاده الناس.  

كما أن تكلفة الشحن تقل قي سعرها و تصل في وقت أسرع، هي تصل إذا كانت  مواد غذائية في أمان صحي فتخيل أن تأتيك شحنات مريبة المنظر و الطعم في منتجات مناطق المملكة الرطب و الحبحب،  منتجات قطعت مسافات في بعضها تتعدى أكثر من ألف كيلومتر و أياماً تحسب بالأسابيع في سيارات مكشوفة، هذا غير المستور من الدول المجاورة شمالاً التي تعبر مناطق صحراوية طويلة و قاسية الظروف على فواكه رقيقة الملمس و القشرة.

ما شاقني لهذا الموضوع هو جزء من حلمنا في الجبيل الصناعية عن قطار صناعي و آخر لعامة السكان كقطار يربطها بالدمام و الظهران و الخبر، هو ليس حلمنا فقط و لكن حلم لبقية مدن المملكة خاصة بين الرياض و القصيم من جهة و الخرج من جهة أخرى، أما المنطقة الغربية فالأحلام تتحقق رويداً بمشروع قطار الحرمين. 

الخبر المنشور أدناه نشر قبل أكثر من ٢٥ سنة و لم يتحقق رغم الدراسات و المبالغ المرصودة  لكنه لم يتحقق،  هل هو رهبة من الغبار و الرمال أم أن من يدير  وسائل النقل ليس لديهم الهمة و الطموح لمثل تلك مبادرات يحق لهم أن يفتخروا بإنجازها بدلاً من إزاحة الرمال و ترتيب جداول المغادرة و القدوم.           

تم إفتتاح أول سكة حديد في العالم عام ١٨٢٥م في بريطانيا و منذ ذلك التاريخ و رغم الحروب و العوامل الطبيعية فإن العالم متطور في نواحي السكك الحديدية و ربطها لما لها من تأثير حيوي على إقتصاد الدول و نموه، تجدها في افريقيا و آسيا و الأمريكيتين بشكل فعال فمثلاً   في الهند السكك الحديدية تنقل أكثر من ١٦ مليون مسافر و يشحن عبرها أكثر من مليون طن من البضائع يومياً و بطول ٦٤ ألف كم.

في  مختلف أنحاء أوروبا لا يمكن أن يكون السفر و التنقل  رائعاً من دون إستخدام القطارات في زيارة المدن و المناطق السياحية وبأفضل السبل الممكنة.  وهي ليست فقط مبنية من أجل ذلك،  لكن محطات السكك الحديدية الأوروبية و غيرها مصممة بشكل جميل و معماري متميز يحوي جماليات  الفن والجمال المعماري و لكل دولة و محطة لها تاريخ مجيد في التطور.

التحول الوطني الكبير الذي تقوم به حكومتنا الرشيدة نحو تحقيق الطموحات و الوصول بنا الى مصاف الأمم المتقدمة يحتاج منا الكثير  في مجال السكك الحديدية و العمل على وجود أفكار تتسارع بنا كمجتمع لنلحق بالركب العالمي .. رؤية ٢٠٣٠ التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأمير الشاب الطموح تحتاج الى مسؤولين خلاقين لمثل هذه الأفكار لأنها ستنتج  تحولات غير عادية في الإنسان و تنمية فكره و الإقتصاد و دوره في دفع عجلة التطور نحو الجودة و الخدمة الفعالة مع وجود الدعم المالي الكريم من الخير اليسير الذي أوفى الله بها على هذه الأرض المباركة.

مازلت عند تفاؤلي و حلمي كمواطن سعودي أن تلتقي أحلامنا مع ما يرسمه مخططو بلادنا من مشاريع لكي ترقى بشكل إيجابي بالمستوى الصناعي و المعيشي لحياة المجتمع الكبير الذي يستنزف بشكل يوم من مواردنا الوطنية و الشخصية في ظل عدم وجود روح المخاطرة و الأعمال العظيمة التي تنفع العباد لأزمان طويلة. 

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

لماذا الحرب ؟

السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة …