الأولويات في مسار كل منشأة هي أحجار الأساس التي يبنى عليها تاريخها و هي مصدر فخر لمن كان لهم نصيب في إرساء الأنظمة التشغيلية و الإدارية .. الأفراد الأوائل يعرفون كل التفاصيل منذ أول لبنة و أول مذكرة و أول تنظيم يتيح للمنشأة الإستمرارية .. سنة الحياة توجب التغيير في كل شي .. تتغير منظومة القوى البشرية من وقت الى وقت .. كل يضع لمساته و كل يشارك في البناء و كل فرد يشعر بالفخر لأنه ساهم و أعطى .. و تبقى المنشأة تجمع و تفرق و منها يتعلم و يرتقي الجميع مهما كانت فترة البقاء .. أوقات يذكرها كل من إستظل بها و تدرب فيها و كانت له مكسب خير مادي و خبرة عملية تشهد له و يشهد لها و تبقى بين جوانحه طوال حياته.
هذه الصور المرفقة هي للجيل و الرعيل الأول لشركة مصفاة بترومين شل ( الآن هي : مصفاة آرامكو السعودية شل – ساسرف ) .. أول مجلس إدارة يحسب له الفضل في دفع العجلة و إرساء القواعد .. أول دفعة سعودية من المشغلين الذين تلقوا تدريبهم العملي في مصافي شركة شل العالمية في المملكة المتحدة في بداية الثمانينات الميلادية ..
النجم الأول فيها كان نائب الرئيس التنفيذي المهندس معتوق حسن جنه الذي تولى فيما بعد رئاسة المصفاة كأول رئيس سعودي ، الرئيس السابق كان البريطاني المهندس هربرت فوكستون الذي حصل على اللقب التشريفي ( سير ) من الحكومة البريطانية بعد إنهاء مهام عمله في السعودية تقديراً لنجاحه في تحقيق حلم شركة شل العالمية في أن يكون لها موضع قدم في السعودية ..
و لموقع مصفاة ساسرف قصة في أوائل الثمانينات و منها هاتان الصورتان واحدة لمركز التدريب الذي أوجد ملحمة تدريبية تمكن بها من إمداد المصفاة بخيرة المشغلين و الفنيين الذين قاموا و يقومون بتشغيل هذا المرفق الصناعي العملاق .. كان مشهوداً لهم في مدينة الجبيل الصناعية بإنضباطهم الكامل و تدريبهم العالي ، أما الصور الثانية فهي لموقع بناء أساسات وحدات التشغيل التي نشاهدها الآن و الذي يراها القادم الجديد الى مدخل المدينة كتحفة مضيئة رائعة تشد الأنظار لها كغابة من المعامل الحديثة كأنها في مساحتها وسط المدينة لمدينة عالمية.
عندما أكتب عن ساسرف فأنا أكتب كغيري ممن عملت معهم رؤساء و مرؤسين لأنها جزء مني و من حياتي و بها عشت و أكرمتني طوال مقامي بها بالأمل و الحياة الجميلة لي و لأفراد أسرتي جميعاً .. تحياتي للجميع و لساسرف “ الشركة التي تبقى و نحن نذهب “ .