تروق لي الإجتماعات العائلية المختصرة و المحدودة العدد المختلفة الوجوه من حين لآخر لما فيها من حميمية و توسع في فهم من تجالسهم من حيث الوقت و مواضيع السؤال عن الأحوال و مواقف الحياة .. و إختلاف الوجوه لا يعني إنتقاصاً من أحد و لكن الصدف الجميلة و مبادرة الأهل و البنين تعطي زخماً من شوق اللقاء و متعة الوقت في الحديث بين كل أجيال العوائل المجتمعة.
تعودنا في الزمن الجميل أن تكون البيوت هي محط اللقاء و تسعدنا رائحة البخور اليسير فوّاحة في المكان الصغير و الكبير بقلوب أصحابه، ننتشي من رائحة الهيل و القهوة العربية و هي تغلي إستعداداً لمقدم من نحب و لم تكن مفردة “الضيوف” واردة في قاموسنا فهم أهل دار. كان والدي رحمه الله يصر على صب القهوة لضيوفه المختصرين و يرفض أن نقوم بهذا الدور و كان أصحابه لا يجادلونه في ذلك لأنهم كانوا يفعلون مثله تجسيداً لعمق المحبة و صدق المشاعر.
هذا لا يعني بانني لا أسعد باللقاءات الجماعية الكبيرة العدد لمجتمعي و لكن أن تكون هي السِمه الدارجة فهذا ما لا أجلب عليه طيلة حياتي إلا إذا كان في مناسبات أفراح و دعوة عامة تستوجب هذا الحضور. هذه السِمة قد تفقدنا روح التواصل و تجعلنا ننتظر لقاءً جماعياً قد لا يحدث إلا بعد حين و الخاسر في ذلك هم أهلنا و بنونا.
البارحة و في ليلة جميلة . إستضافنا حبيبنا و أخينا المهندس مساعد بن هتران في منزله العامر في الدمام وهي زيارة واجب متأخرة لتهنئته بسكنى منزل جميل أسعد فيه أهله و بنيه بعد صبر جميل و تعاون محمود ، نسأل الله لهم الصحة و العافية و السعادة. و كان أيضا من ضمن المعازيم الأستاذ صالح بن جمعان و الذي كان ممتعاً في حديثه و برشاقة لا تقل عن والده ( الوالد ) جمعان بن سعد حفظه الله. و كالعادة يبقى فيصل الشايق بطيب حديثه و بكريزما آل شايق الكرام هو القاسم المشترك في هذه الإجتماعات العائلية.
الصور إلتقطها الأبناء فواز وفيصل بن مساعد و عبد الملك و علي بن صالح و أسامة بن فيصل حفظهم الله و الذين شاركونا الجلسة و كانوا كراما في ضيافتهم و خدمتنا طوال هذه الأمسية السعيدة.
*********************
و من ضمن السياق، فقد تشرفت الأسبوع الماضي في منزلي بزيارة كريمة من أسرة آل عياش الكرام و تعرفنا عن قرب أكثر على المهندس زهير بن سعّيد بن عياش و الذي أقدر فيه روح المهندس المحترف و حب المعرفة. و تزامن ذلك مع زيارة كريمة للمعلم الفاضل الأستاذ محمد بن علي بن غرم الله و أسرته الكريمة و الذي أبدى حميمية و نفساً جميلاً إستذكرني ببساطة و عفوية والده حفظه الله. كما سعدنا بحضور الأخ و الأستاذ علي بن حامد آل حسن و الذي أمتعنا بحديث سوق العقار و توقعاته لإرهاصات الفترة الحالية من إستشعرات قد توحي بإنفراج يحمل آمال كبيرة لمن ينتظرون من زمن.
و يبقى “ أبو عبد الله “ في المشهد .. أما “ أبو عزام “ .. عزيز بن سعد الله بن عزيز العثمان فشهادتي فيه قد تكون مجروحة و لكنه يظل الإبن و الأخ و الرفيق الذي لا يخذلك و فيه من الكرم و الوفاء ما توزن به جبال تحطمت عليها عدد من مواقف الزمان و لكنه يظل محتفظاً برو ح عالية من الثقة و بحديث راقٍ و إبتسامات تسعد من حوله.
حفظ الله الجميع .. و أسعد الله جميع أوقاتكم.