مرثية في الفقيد ( أبا سهيل )

كتبها : سعد الله بن عزيز آل عثمان الحوالي

الموت حق والحياة ما شاء الله وقال تعالى :- [ أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة].

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا ونبي البشريه جمعاء محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم وأما بعد :-

فالحمد لك يا الله حمداً كثيراً يليق بجلال قدرك وعظيم سلطانك يا من وسعت رحمتك كل شيء ويا من بيدك ملكوت كل شيء تحي وتميت وأنت على كل شيء وحال قدير ، نعم سبحانك يا من شاءات قدرتك أن تقبض إليك روح ابن عمي المرحوم بإذنك سبحانك وتعاليت الشيخ/ عبدالله بن سهيل ال سهيل الحوالي في يوم الجمعة الموافق للتاسع والعشرين من شهر شوال [١٤٤٤/١٠/٢٩هج] وكتبت له الرحيل من دار الفناء الى دار البقاء ، اخذته من بين أسرته أسرة آل سهيل ومن بين قبيلته قبيلة حواله من غير مودة ولا رغبة منهم في رحيله من بينهم بعد مرور عمرا ليس بالقصير قضاه بينهم يناهز ال [95] عاما كانت كلها حافلة بالمجد والعطاء والنشاط والحيويه والشيمه والشهامه وتمسكا بالمبادئ والقيم الدينية والاصولية التي يتعامل بها كل النبلاء والشرفاء من سائر البشريه وان كنت أرى من وجهة نظري القاصره ان ابا سهيل كان يتميز بالشيء الكثير والكثير من الثبات والحكمه ورفعة الرأس في كثير من المواقف التي قد يعجز البعض من نبارسة اهل الحكمة وأهل المواقف الصعبه من مواجهتها وهذا ما كان يميزه كثيرا عن غيره، أضف إلى ذلك الصدق والوفاء والكرم وقول كلمة الحق والوقوف بجانبها بصرامة وعزيمه فولاذية لا تأخذه فيها لومة لائم وهذا ليس بغريب علی ابا سهیل المتمسك بهذا الارث الثمين والباهض الذي ورثه من ابيه المرحوم باذن الله تعالى الشيخ/سهيل بن مفرح ال سهيل الحوالي الذي شق صيته وطاريه وسمعته سائر المنطقه الجنوبية دورها وديارها وقفارها وحللها وضواحيها عند ما كان شيخا لقبيلة حواله قبل موته وذلك لحنكته وحكمته البالغه وحسن إدارته التي تولى بها شؤن قبيلته وكذلك طيب تعامله وحسن تعامله مع قبائل الجوار ودرئه لتفادي المشاكل التي كانت تحدث كثيرا بين القبائل قبل وفي بداية تولي صقر الجزيره طيب الله ثراه زمام امر البلاد حتى تمكن من السيطره عليها ونشر الأمن والأمان في ربوعها شرقا وغربا وجنوبا وشمالا حتى اصبح الذئب والشأة يرعياني سويا من هيبته وسطوة نشر أمنه وعدله في ارجاء البلاد طيب الله ثراه ، وهذا ما منعك يا ابا سهيل من ان تتقلد الشيخه بعد وفاة والدك رحمه الله وأيضا ما أكدته للسائلين عند ما سؤلت عن السبب حين ( قلت لهم ) [[ اكتفي بما شاخ به والدي وقام به من إداره ناجحه لشؤون قبيلته يوم كان للشيخه مكانتها وهيبتها ونفوذها في اتخاذ القرار الصائب ودحض الباطل واحقاق الحق والفصل بينها في أيام مضت كانت فيها العصبيه والعنصريه والتعصب والجهل والقبلية في اوجها ]] وأما الان افضل العيش بأمن وأمان وسلام كفرد من افراد قبيلتي تحت رأيت التوحيد الخضراء الرفرافة مستظلا بها تحت إمرة ونفوذ مولائي صقر الجزيره طيب الله ثراه هو ومن سيخلفه من ابنائه وحفدته البواسل الذين هم اصبحو ملوكنا وشيوخنا وعرفائنا يرجع الجميع يحتكمون إليهم ويتحاكمون تحت مظلتهم التي شملت عدالتهم وحكمهم العادل سائر البلاد ، وبالفعل عشت حياتك يا ابا سهيل سهلة مرنه وربيت أبنائك وحفدتك على هذا الطريق السوي حتى اخذ ربنا وداعته واستحب في قربك إليه ، هذا بالرغم من محاولة افراد اسرتك الذكور الذين شاروا عليك بتقلد الشيخه من بعد وفاة والدك وتولي قيادة وإدارة شؤن القبيله كما كان والدك وليس هم فقط بل وعموم القبيلة آن ذاك ومع هذا كله رفضت ذلك وهم أيضا كذلك واعني بذلك الذكور من أسرة آل سهيل لم يكن لديهم الرغبه في تولي الشيخه، وأما الكرم فحالوا دون تركه وتمسكوا بزمامه وضلوا يواصلون مسيرتهم في زمن كان اهل الكرم قليلون فيه من قسوة الحياة وقلة موارد القوت فيها الا ما كانوا يحصلون عليه من ثمار مزارعهم محدودة المساحات وقلة مصادر المياه ولكنهم وقفوا وقفة رجل واحد مع كبيرهم وزعيم كرمهم المغفور له الشيخ الوقور/ عبدالله بن عثمان ال سهيل طيب الله ثراه الذي كان مساندا ومؤازرا وذراعا أيمن لاخيه والدك سهیل آل سهيل رحمه الله في مهمة الكرم أثناء توليه لإدارة شؤون القبيلة في الخمسينيات والستينيات من عام 1300هج والذي كان باب بيته دائما مفتوحا على مصراعيه للضيوف والمرتادين ليلا ونهار حتى أطلق عليه من كرمه لقب [ صحفة سنان ] ، وأما صحفة سنان فتعني صحنا كبيرا عودي تم نحته من كبار الشجر من منطقة ما بعد جذورها وما قبل فروعها سمها ابو عثمان رحمه الله [ رجبه ] تتسع للكم الكثير من العصيد والعيش يتم تفريغه فيها اذا نضج طبخه ويضاف إليه الكم الكافي من السمن والعسل كبلاله يمزجان بعضهما ببعض ويتم تقديمه للضيوف ، وأما كلمة سنان فتعني أسم أكبر قرية من قرى قبيلة حواله وهي عاصمتها.

 كان لأبا سهيل رحمه الله معارف واصدقاء كثيرون من داخل وخارج القبيلة أذكر منهم في ما يلي البعض لهدف ( اذكروا محاسن موتاكم ) وهم :-

١- الشيخ/حاسن بن أحمد. من كرماء وكبار شيخان العوامر رحمه الله .

٢- الشيخ/الحسن بن عبدالرحمن شیخ قبائل العوامر الأسبق رحمه الله .

٣- الشيخ/محمد بن علي بن شاكر شيخ العوامر السابق رحمه الله.

٤- الشيخ/دخیل بن غرم الله الميموني شيخ قبيلة بني ميمون اطال الله في عمره واحسن عاقبته.

٥- الشيخ/ مسفر بن مخزوم شیخ ( قبيلة قذانه ) اطال الله بعمره واحسن عاقبته وو الخ…  ولكنني حبيت أن أقف عند هذا الحد وإن كان بالجعبة الشيء الكثير والكثير يحركه لوعة الفرقه ولوعة الحزن ولكن نحتكم لله ونرجوه سبحانه وتعالى لم الشمل في أعالي الفردوس الأعلى من الجنه عند ما يشاء هذا واستودعك الله يا ابا سهيل الذي لا تضيع ودائعه وأساله أن يرعاك بعينه الرقيبه ويعاملك برحمته الواسعه في الحياة البرزخية ويجعل قبرك روضة من رياض الجنه لا حفرة من حفر النار ويمد لك فيه مد بصرك في كل اتجاه انت وأبائنا واجدادنا ومن سبقنا من والدينا وأهلينا وكافة المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات فإنه ولي ذلك والقادر عليه هذا والكلمه الاخيره التي أريد أكدها لك في مرقدك وان كنت لا تسمعها ولكن بكل تأكيد سيسمعونها أبنائك وحفدتك الكرام الذين لم تطيح تربيتك لهم على التراب وكلمتي هي [ أكد لك أنهم مترابطين متحابين متكاتفين ومتماسكين على ما يرضي الله ورسوله وعلى ما يعود عليهم جميعا بالنفع والتوفيق والستر في الدنيا والاخره وأيضا تجدهم على النهج القويم تجاه أسرتهم أسرة ال سهیل مادین اياديهم البيضاء لهم والتي وجدت كل القبول عند الجميع كما كانت في عهدك قبل موتك بل زادت اكثر قبولا وتماسكا وتمسكا لدى الجميع بما يرضي الله اولا ثم بما يعود على الجميع بالنفع وبالخير والصلاح ولم الشمل على ما يرضي الله سبحانه وتعالى ] هذا وفي الختام ارجو من كافة الاسره الكريمه وعموم القبيلة الكرام وأيضا من كل الأصدقاء والمتابعين الأعزاء المعذره على الايطاله وأيضا اذا كان حصل مني زياده او نقصان غير مقصود حيث اننا كبشر كلنا معرضين لذلك والكمال لله وحده هذا وانا لله وانا اليه راجعون والحمد لله رب العالمين وصل الله وسلم على نبينا ونبي البشريه جمعاء محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم.