قبل مباراة البارحة على كأس دورة الخليج لكرة القدم 22 بين المنتخب السعودي العزيز و المنتخب القطري الشقيق، أحببت أن يشاركني إحباء المشاهدة و الفرحة المتوقعة و خيبة الأمل إن آلت الأمور الى ما آلت اليه لاحقاً، إتصلت بحبيبنا وجارنا فيصل بن عبد الله الشايق و الذي أعلم نصراويته و له رأي في المنتخب مثل بقية محبي الأصفر ، و لن يكتمل هذا المختصر إلا بطيب مجلسٍ من أمثال صالح بن سعيد آل حسن و هو إتحادي قديم و لا يعرف من الرياضة إلا الإتحاد و من الفن إلا طلال مداح رحمه الله. المفاجاءة أن “ أبا علي “ لم يعلم بأمر المباراة إلا حين بدايتها فهو لم يتابع الدورة إطلاقاً.
البارحة لم تكن ليلة سعيدة في وجدان محبي المنتخب السعودي و كانت مخيبة للآمال التي عولها الجمهور على منتخب بلادهم، خاصة أنها مباراة نهائية و في إطار دورات الخليج التي إن لم نحققها فإن هناك خلل كبير.
هذا الخلل الكبير هو في إطار الإتحاد السعودي لكرة القدم، و من يحاول أن يضع الشماعة على الأندية برؤسائها و جمهورها فهو غير محق لأن الأندية بهيكلياتها و ميزانياتها و إداراتها و دعم جمهورها أفضل بمراحل من الإتحاد السعودي لكرة القدم الذي إنتهى به الأمر أن تكون مدرجات جماهيره خالية و أن يتوسل من الشعب الحضور.
إن المهمة الأساسية الأولى لإتحاد كرة القدم السعودي و من يريدون إسعاد الشعب السعودي و يرفعون إسم المملكة عالياً في المحافل الدولية هو تحديد و جلب مدرب عالمي على مستوى الطموحات، فالهدف ليس كأس الخليج إنما مركز متقدم في نهائيات كأس العالم. و للإتحاد السعودي أن يتعلم من طريقة و أسلوب الفقيد الأمير عبد الرحمن بن سعود رحمه الله في تعامله مع المدربين في الأمور الفنية و الشيخ منصور البلوي في تعامله الإحترافي مع اللاعبين.
من هذا الفكر يهرب مسؤولو الإتحاد السعودي من المسؤولية بقولهم أن هناك عشرون مليون مدرباً للمنتخب في السعودية …!
و في واقع الأمر أنه بالفعل هناك شعب يحب كرة القدم و “فاهم كورة” .. و يريد هذا الشعب السعودي النبيل من الإتحاد السعودي الكريم أن يأتي بمدرباً فاهماً لا رخيصاً، مشهوراً لا مغموراً و يشهد له تاريخه، مهما بلغت التكاليف فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، لأنه سئم من مدربين يقبلون التحدي مع سيرتهم الذاتية في التدريب فقط و ليس مع جمهور و محبي شعار المنتخب السعودي.
هذا مختصر لتحليل دار بيننا كمحبين لمنتخب بلادهم .. و من ضمن العشرين مليون صغاراً و كباراً الذين كان يأملوا أن يفرحوا ، هم باتوا ليلتهم حزينة ليس لأنها كرة قدم فقط و إنما لأن هناك مشاعر إنتماء للوطن عالية و حب للأخضر قديم و تاريخ و ماضي جميل للكرة السعودية …