من أجمل أيام العرب كانت “أيام الأندلس” وبالأحرى “سنين الأندلس” .. حقيقة ثرية استمرت ٦٠٠ سنة ولم تكن أحلاماً .. كانت حضارة رفيعة أنشأها العرب بالإسلام .. كانت مناراً للفكر المنطلق والعلم المتقدم المتنوع .. الأندلس بلاد عزيزة على العرب والمسلمين.
كان في الأندلس مفكرون وفلاسفة وعلماء وشعراء، خلقوا منها جنة للفكر وواحة للعقل .. شاع إتقانهم في البناء وفي جمال التراث وغردوا في مسمع الزمن أناشيد الحياة .. جمعوا في آفاق مماثلة أدب المشرق العربي فأصبح أدباً عربياً ممتداً .. أدباً عزز وجود الأمة العربية وأكتسب الاحترام رغم محاولة الغرب في إخفاءه.
وفي مقابل هذا المورد العذب من تاريخ الأندلس، كان ذلك الترف الشديد الذي عاشه الأندلسيون العرب .. كان فيه غلو في السلوكيات إنتهت الى ذهاب حد الاعتدال في التعامل مع الحياة.. كان التطرف في اللذات والمسالك وإعراض شديد عن الروحيات .. فسقطت الأندلس وبقي العرب في حسرة الى يومنا هذا.
قفلة حزن:
لكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمان