جاري لطيف وطيب وودود ومبتسم و.. ثم ..و ..ثم و .. وكل مايخطر ببالي أن أضيفه من الصفات الحميدة، لكنه هداه الله يوقف سياراته (غلط) ويضايق كل أهل الحي، سلال البقالات من مختلف الأماكن يحضرها ثم يركنها أمام منازلنا وكأنما نحن المذنبون، أكياس القمامة لا تضعها خادمته في الحاوية بل في منتصف الطريق، أطفاله رعاهم الله انتزعوا كل وردة غرسناها أمام منازلنا، أولاده حفظهم الله يستضيفون دورات التفحيط على طريقة الذهاب في شوارعهم والإياب في شارعنا، جارنا يرسل الينا رسائل نصية يومية: “قال حكيم” و “جاء حكيم”، جاري يرى نفسه الوحيد الذي يسكن الحي والباقون (كفار)، الجيران عندما يجتمعون يتحدثون في السياسة وفي الكورة يحللون ويفسرون لكن لا يتحدثون عن ماذا يرونه وما يفعل في شارعنا ولا حيينا!.
عندما أقابل جاري يرحب ويفتح ذراعيه ويضمني إليه ويردد : إني أحبك في الله .. استغرب منه وفي خاطري: جاري يا حموده ..اه منك ومن جيرتك!!!