بدأت رحلة قيادة السيارات في المملكة من موديلات الأربعينات الميلادية، حين ساهمت السيارات في القضاء على تباعد المسافة ويسرت سبل الراحة بعد معاناة السفر بالدواب.
كان عدد السيارات قليل وأشهرها ( الفورت ) و ( اللوري )، والناس في تنقلاتهم بين القرى والحواضر يستخدمونها من خلال مواقف السيارات العامة مثل ( موقف مكة ) في الرياض والعكس ( موقف الرياض ) في مكة. كانت أقصى سرعة تصل اليها السيارات قديماً على الطرق البرية من ٣٠ الى ٤٠ كلم في الساعة وتعتبر سرعة عالية. كان نجوم تلك الفترة هم ( السواق ) و ( المعاون ) وكلهم سعوديون ١٠٠٪.
كان قائد السيارة ( السواق ) أو ( الدريول ) صاحب منزلة اجتماعية ومكانة مرموقة بين المجتمع، ويمكن القول وقتها أننا نتحدث عن قائد طائرة .. ذلك يعتبر في تلك الحقبة قفزة تكنولوجية عظيمة.
أما ( المعاون ) فكان له دوراً كبيراً مع ( السواق ) فهو العضد الأيمن له، وهو الذي يهيئي السيارة لـ ( السواق )، ومن مهامه إصلاح البنشر وصيانة السيارة وتربيط العفش، كل ذلك كان بمقابل ٣٠ الى ٤٠ ريالاً في الشهر.
يحكى أن قائد سيارة قديم ومهندس نادر في وقته تعطلت سيارته في منتصف الطريق أثناء حمله لركابه، طلب من الركاب الراحة للتعامل مع المشكلة .. وجد أن أحد البساتم به كسر ، ولم يجد حلاً له فقام ( السواق ) بقفل فتحة الرأس التي يدخل منها البستم بقطعة من أحد سيقان الأشجار ثم أحكم إغلاقه.
قام صاحبنا ( السواق ) بتشغيل السيارة مبتسماً وسط فرحة الركاب من براعة ( السواق )، بينما ( المعاون ) والركاب يهتفون : سواقنا فني فني .. سواقنا فني فني.
رافقتكم السلامة في الحل والترحال.