بالأمس ” أخذت ” أو ” تلقيت ” الجرعة الأولى من لقاح كورونا في مستشفى الجبيل العام من نوع ” استرازينيكا “، نزلنا أنا وإبني مساعد من السيارة في المواقف المعدة، تلقفتنا تراحيب نساء ورجال وزارة الصحة عبر المسار المخصص بأيادي ترحب وبكلمات تدل على ذوق عالي ومهنية ليست مصطنعة، عبرنا المسار المخصص الى التسجيل ثم الى مقعد اللقاح وأخذت اللقاح بدون أن أشعر بوخز أو ألم في ذراعي، لم يستغرق ذلك أكثر من خمس دقائق بالضبط وأعني ذلك بكل الدقة.
أبهرني بفخر كل من رحب وساعد ورتب ولقح، هم من الشابات السعوديات المهنيات في تعاملهم ومن الشباب السعودي المرحب بكلمة : ( أخ أو أخت ) لكل من هم في سنهم، وبكلمة : ( عمة أو عم ) لمن هم أكبر منهم سناً.
هذه الروح المشرفة المغروسة بإتقان فريد وتربية محترمة في وجدان كل نساء ورجال وزارة الصحة أدخلت في نفسي يقيناً وإطمئنان أننا في بلد تملأه الإنسانية والمهنية لكل من تتاح له خدمة البلد والمواطن، إنسانية ملحوظة من أعلى هرم الدولة مروراً بالمسؤولين في وزارة الصحة على حسن إختيارهم وتدريبهم لهذه الطواقم العاملة بكل إخلاص وتفاني.
كم تمنيت أن هذه الروح تتوافر في قطاعات خدماتية أخرى مثل البلديات والكهرباء والمياة وحتى في القطاع الصناعي والنفطي والذين أوهمونا بأن ” ليس كمثلهم أحد “، رغم أن المسؤولين عن هذه القطاعات يبذلون جهوداً ولكنها غير ملموسة للمواطن.
للأسف أن بعض المسؤولين يفتقدون تعزيز الجانب الوطني في مساهمة أبناء الوطن من خلال توظيفهم وتدريبهم، لا يعرفون أن الكلمة الطيبة مطلب إنساني وأن الحرص العالي على رفعة شأن المواطن السعودي في قطاعاتهم مطلب وطني بدلاً من الإعتماد على الوافدين في كل صغيرة وكبيرة من أعمالهم، مهادنة بعض المسؤولين هداهم الله تسببت وتحت أنظارهم في إرتفاع نسبة البطالة بين شابات وشباب الوطن.
ماذا ينتظر بعض هؤلاء المسؤولين : الإعفاء؟ .. أم أنهم لا يشعرون بالمسؤولية أمام الله ولا الإخلاص لولاة الامر ولا الدعم للمواطنة والمواطن، وفوق ذلك نشعر نحن كمواطنين أنهم في دواخلهم لا يعرفون الوطنية الحقة.
شكراً لنساء ورجال منسوبي وزارة الصحة..
شكراً لنساء ورجال منسوبي وزارة الداخلية بمختلف قطاعاتها ..
شكراً لنساء ورجال منسوبي وزارة الدفاع وقواتنا المسلحة بمختلف قطاعاتها من الحد الى الحد.
أنتم القدوة ولقد أثبتم أن لا أحد ينافسكم على علو وطنيتهم وثقتكم في بنات وأبناء الوطن، أما باقي القطاعات فعليهم مراجعة حساباتهم والنظر بعين الثقة والإلتزام تجاه قيمة المواطنة المخلصة والمواطن المثابر التي لا توازي قدراً من هم فضلوا هؤلاء المسؤولين.
والله المستعان.