صور الفساد كثيرة، هناك الصريح وهناك المستتر، الرشوة هي العنان ووضع اليد على حق الغير، وهو ظلم الإنسان لنفسه وتنازله عن القيم والأمانة.
الفساد هو دناءة النفس واحتكام السلطة للأهواء لتحقيق مكاسب تكون في البداية متعة ومع تطاولها تنقلب الى نقمة.
يضرب الفاسد نفسه ويشقي حاشيته من عائلة وصحبة، كشف الفاسد جهاراً يجعله في قلق وحياته تيه، يبحث عن ملاذ ولكن هيهات، روحه وحريته تضيق ويطارده الذنب طوال حياته نفسياً إن هرب وجسدياً إن هو سكن.
يساوي الفاسد في فعله المهمل في عمله وفي أداء واجباته الوظيفية، المصيبة أن المهمل والمتراخي لا يعترف بسلوكه لأنه مجلوب عليه وربما تربى عليه، كثير من المهملين نراهم يكابرون على أفعالهم وينكرون إهمالهم ولا يراعون مصالح الناس.
يستنقص المهمل الواجبات ويرى أن الوقت كفيل بحلها، المهمل قد يغريه تناول وجبة إفطار دسمة عن أداء مهامه مبكراً ومقابلة المحتاجين للوقت الثمين والمصلحة الماسة، المهمل يشعر بالغرور وأنفة النفس عندما يرى الناس تستجديه وتنتظره انتظاراً طويلاً، غضب الناس لايهمه حتى الدعاء عليه بالهداية أو خلافه لا يعنيه بشيء.
يعتبر المهمل الأصيل المستمر في عادته هو المساعد الرئيس للفاسد، وهو سنده في تماديه حتى لو لم يعرف أو ينوي. المهمل هو الشاهد الكبير عند القبض على الفاسد، يخرج المهمل برئياً مع أنه مشارك وأساس في عملية الفساد.
المهمل في أداء واجباته الوظيفية هو الحلقة الغائبة الحاضرة في منظومة الفساد في كل مفاصل مؤسسات وإدارة الخدمات من أي جهة عامة أو خاصة أوكل اليه عمل لمصلحة البلاد والعباد، عادة مايكون المهمل ضعيفاً في قدره وماله ودموعه دموع تماسيح أمام حيتان الفساد.
لو ركزنا على المهملين أولاً سيتلاشى الفساد مع الحزم وكفينا الشر من مستصغره.