مواضيع منوعة
الرئيسية / مختصر / حزن الخرج

حزن الخرج

صمت الخرج برحيل الزعيم وتمايلت عسيب النخيل حزناً على فراقه .. زعيم حين كانت الزعامة فطرة لا مهنة، وهبة لا تظاهر .

رحل ” أبو سعود” صاحب الكنية الأولى في الإسم والمقام .. كان رجل الخرج في ثكنة العسكر، وكان قبلة الزوار ومحط المسافر .. كان صوته الفخم يلف الخرج ويعرفه الناس من بين كل التراحيب.

سارت خطاه بين ظلال النخيل وبين سواقي رياض الخرج وخرير العيون والينابيع .. سار الزعيم في حياته في تواضع جم وهيبة عالية، تستقيم معها أعمدة الشمس ويستنير ضياءها من ملامح القمر الهادئة.

رحل الفقيد ” أبو سعود ” وأصبح سعود الخرج حزيناً .. غادر الزعيم وقلوبنا تهيم بالبيت القديم وتستعيد الحنان المفقود وفوح العطر العتيق.

كان ” أبو سعود ” – رحمة الله عليه –  زعيماً في قومه وعقيداً في مبادئه وعميداً لكل من سكن الخرج .. كان الخرج لنا هو مملكة ” أبو سعود ” فمن دخل داره فهو في كرم، ومن طلب الحاجة أوتي بدون منة، ومن هام في نيل رزقه نصاه فتيسر بإذن الله.

في الخرج عاش الإنسان ” أبو سعود ” وفيه كان مثواه الأخير – غفر الله له -.. سيرته العملية في قيادة ( البوليس الحربي ) آنذاك كانت سمة الإحترام في مثاليته وشجاعته وقمة الإنضباطية أثناء وبعد خدمته في السلك العسكري.

فخامة الشخصية في الرجل الزعيم ” أبو سعود ” لم يحوزها أحد من جيله غيره وصعبة لمن بعده .. شخصية لن تتكرر وستبقى وساماً في تاريخ قبيلته وفخراً لأهله وجماعته  وفي أذهان من عرفوه .. ستبقى ذكراه على صدورهم نياشين محبة وضعها الزعيم بكل اقتدار وكسب بها محبة الخالق ثم خلقه.

قد تقصر خطانا عن الخرج لأن الخرج بالنسبة لنا كان هو ” أبو سعود ” فقط .. لكننا سنظل نحب الخرج ففيه ” سعود ” وإخوانه وفيهم الخير والبركة بعد الزعيم المغفور له بإذن الله .. وختام القول إنا لله وإنا اليه راجعون.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

سهام الحبر

في الحياة قصص وقضايا ..، في بعض الأحيان ممتعة .. ومنها القليل ما تكون طويلة …