عنا يقولون

عندما كنا صغاراً نتصرف سلوكاً يماشي سنين عمرنا يقول كبارنا بأننا : ( بزران )، وفي صبانا نسلك مسلكاً لا يتوافق مع رأي من هم أكبر منا سناً فيقولون عنا : ( جهال ) وإذا قسوا يتهمونا بأننا ( مانسوى هللة ).

أشتد عودنا وأصبحنا شباباً، لازمتنا مفردات التوصيف حينما نقع في سلوك لا يتوافق مع فكر من هم حولنا فيقولون ( شباب صايع ).

أصبحنا رجالاً نعرف الصح من الخطأ ومع ذلك قد يزل الواحد منا زلة ويذهب بعيداً أو قريباً عن ثوابت المجتمع المختلف عليها فيقولون عنا حيناً ( متشددين )  أو ( علمانيين ) وعندما ننهج الوسطية يهمسون عنا ( ماعندنا سالفة ).

كبرنا في العمر وتجاوزنا الخمسين فأصبحنا في مرمى بين رأي أقراننا ورأي من هم أصغر سنًا، يقول الأقران عنا ( متخلفين ) والشباب يقول لنا أننا ( طقة قديمة ).

أطال الله في أعمارنا وتعدينا الستين،  إن استمتعنا بالحياة خلاف السابقين قالوا لنا : ( يالله حسن الخاتمة رجل بالأرض ورجل بالقبر )، ويهمزنا من هم أصغر منا أننا ( شيبان عرر ).

كلنا نعيش الحياة بوسوم لا نراها، يضعها بعض الأخرين كباراً أو صغاراً على جباهنا .. يصرحون بها وجاهة من وراءنا .. إن رددنا عليهم قل مقدارنا وإن صمتنا قد يتجاوزوا الحدود.

 في النهاية كلنا بشر وكل له سيرته ونظرته للحياة، والعاقل هو من لا يفرض عليه الآخرين كيف يعيش .. أطال الله في أعماركم على محبة الله ثم محبة رسوله ثم محبة كل من يحبكم والعفو عن من لم يحبكم.