مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / رد من زماني

رد من زماني

الزميل والصديق محمد بن أحمد الغامدي إستثاره عاطفياً مقالي عن “ رحلتي مع القراءة “ وكتب لي رداً قصيراً فيه شجون، وطلبت منه التوسع ولكنه أيضاً كان خجولاً في الإسهاب، وضع الفكرة بطريقة موجزة وبليغة، والصديق أبو عبد الرحمن متذوق للحياة وللأدب، يقرأ كثيراً ويكتب قليلاً، له كتاب صدر عن حياة الباحة في زمن مضى ويعكف على كتابة الجزء الثاني، هو يشجعني وأنا أشجعه فيما نكتب ،ومن الجميل من يشاركك في سحب الأفكار من دواخل النفس خاصة عندما يكون الطرفان من جيل واحد وعبروا بوابات من الزمن مختلفة الوقائع والتطور. 

أكاد أجزم بأن الكثير من جيلنا عندهم الكثير مما يريدون قوله أو كتابته عن حياة جيل الستينات والسبعينات الميلادية الى الجيل الحاضر، لقد كانت فترة ذهبية وإنتقالية لذلك الجيل في الزمن ذاك، قد نجد صعوبة في بيانه ووصفه للجيل الحاضر لأن الفروقات كبيرة سواء كانت الإجتماعية أو التقنية في مجالات الحياة والحقيقة أن :  “ الزمن ماتغير  بس أهل الزمن متغيرين “.

أدناه ماسطره قلم أبو عبد الرحمن حفظه الله :   

أبو أحمد ..

من مقالك الرائع الذي إستعرضت فيه رحلتك مع القراءة أثرت شجوني !، أنه موضوع جدير بالتفكر والكتابة!.

خاطرة دائما تأتي على البال مع مرور السنين ومنذ خروجي من ” الديرة ” قبل حوالي أربعين سنة! ، هذه الخاطرة دوماً ما تجعلني أشعر  بالمزيد من إستشعار نعمة الله علينا وحمده من صميم قلبي،،..أعتقد إننا أكثر الأجيال حظاً على مر التاريخ !، ولو حمدنا الله بقية أعمارنا لم نفي هذه النعمة حقها من الحمد والشكر لله سبحانه!، وبالمقابل مسكين جيل هذا الزمن الذي لم يمر بالتجارب ولا الحياة التي عشناها! فعلا مسكين ومحروم من هذه النعمة العظيمة.

أبناء تلك المرحلة الماضية عاشوا في زمن لم تكن فيه وسائل التحضر والنعمة متوفرة، فتحنا عيوننا في “ الديرة “ ورأينا الجوع والفقر والحرمان، وعشنا مع رجال علمونا الكثير، أيضا عشنا طفولتنا في بيئة منحتنا الصحة والصلابة والتحمل والفطنة والتوق للقراءة كما قلت والشوق لمعرفة كل جديد في العالم البعيد عنا لعدم وجود وسائل التواصل الحديثة، ثم سافرنا وعانينا ومررنا بتجارب قاسية تظهر لنا فوائدها كل يوم. 

ثم مد الله في أعمارنا الى أن وصلنا الى هذا الزمن بكل مايحوي من حضارة وتطور، ولعلك تدرك هذا في المعاملات مع الناس أولئك الذين عاشوا في بيئة غير بيئتنا كيف هم محدودي المعرفة والثقافة والتجربة. 

السنين القليلة من 1960 الى 1980 هي نقلة جذرية للإنسان وياله من محظوظ من عاشها يوما بيوم،  ولا أعتقد أن هذا حدث لجيل آخر في المملكة على مر الزمن، الفرق بيننا وبين آباءنا هو عدم إطلاعهم على وسائل التقدم والتقنية الموجودة الآن لكن أعتبرهم قد أخذوا نصيبهم من هذه النقلة الى حد معين. 

عندما قرأت مقالك شعرت بالغبطة والفرحة لوجود أمثالك من جيلي الذين يجعلون الحياة أكثر جمالاً كلما قرأت لهم وأنت أولهم يا أبو أحمد. والسلام.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

لماذا الحرب ؟

السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة …