جميل جداً أن يقوم معالي وزير السياحة الأستاذ أحمد الخطيب بقيادة الدراجة في منتزه السودة، ليرى بنفسه ماتحتويه بلادنا من مناطق جميلة، وليته واصل سيره بالدراجة شمالاً حتى منطقة الطائف، ليرى في مساره شموخ وجمال جبال السروات بطبيعتها الخلابة، في بلاد الحجر وبلقرن وغامد وزهران وبني مالك وغيرها من ديار تنتشر على رقعة واسعة فيها من المناظر الطبيعة مايريح النفس والنظر، يراها معاليه بصدورها وجبالها وتهامتها، إنها فرصة ذهبية ومجانية طالما أنه في موقع الوزير لتتكفل الوزارة بنفقاته، علماً بأن أهالي هذه الديار سيكرمونه بالزاد والسكن ويتكفلون بمهام المرشد السياحي.
المهم أن يقدم معالي الوزير مرئياته وتقاريره مدعومة بالمشاهدة الحية الى جهات الإختصاص في الدولة لتثمر عن أعمال جديدة ملموسة.
نأمل أن تؤسس زيارة معالي وزير السياحة الى خطط وطنية سريعة في سبيل نهضة تنموية سياحية لمناطق الجنوب، خطط طموحة تدعم الخدمات وتكون رسالة مشجعة للإستثمار المحلي والعالمي.
أكاد أجزم بأن سكان المملكة وليس الجنوب فقط سيكونون مسرورين لهذا التوجه الذي سيساعد على توفير مصاريفهم الباهظة للسفر خارج المملكة، ويساعد على كبح جماح الغلاء الغير عادي في المناطق الجنوبية بسبب نقص ماتحتاجه مقومات السياحة من فنادق ومنتجعات سكنية ومتنزهات منظمة، فماهو موجود في الوقت الحاضر جهود فردية ومحدودة.
في ذات الوقت، صادفت هذه الزيارة خلال الايام الماضية زيارة وزير الرياضة والشباب الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل للمنطقة ووقوفه على شئون الرياضة في منطقة الباحة، والتي نتج عنها إعفاء مسؤولين عن مشاريع رياضية لأسباب أبانت لسموه حجم التقصير في التنفيذ فأمر بالإعفاء. هذه الزيارة دقت أجراس الإنذار عند المسؤولين في دوائر حكومية أخرى، فربما تتبع زيارة الأمير عبد العزيز زيارات وزارية تحمل نفس التساؤلات وقد تقود الى مساءلتهم وإتخاذ مايلزم لتصحيح المسار التنموي في المنطقة.
يعلم الكثير من أهالي المنطقة الجنوبية أن هناك أموراً كثيرة كانت منسية وتأخر إنجازها وكانوا يغضون الطرف عنها بسبب إحترام المواطنين لمقام الدولة وممثليها، حتى وصل الى الصمت الخجول عن بعض التجاوزات والبطء في تنفيذ المشاريع المعتمدة، ولقد وصل الحال ببعض مسؤولي فروع الوزارات الى التمادي في إستغلال مناصبهم وإنشغالهم بمصالحهم الشخصية ، إضافة الى أنه بسبب بعد أجهزة الرقابة الادارية المركزية عن هذه الفروع في فترات سابقة جعلت الأمور خفية نتج عنها واقع غير مرضي ولا نريد أن نراه في المستقبل.
الأمل أن يقوم معالي الوزراء جميعاً بالتحري عن نتاج العمل الميداني لمدراء فروعهم في المنطقة الجنوبية عموماً وعن كفاءة موظفيهم في تسيير أعمال الادارة، كما نأمل أن يكون لهيئة الرقابة ومكافحة الفساد دور لمسح المنطقة ومسؤوليها لسؤالهم من أين لكم هذا؟.
تحرك معالي الوزراء في هذا الإتجاه سيساعد ويلغي كثيراً من البيروقراطية الادارية التي تطيل الاجراءات والتنفيذ، كما يتيح الفرصة للتواصل المباشر بين أمير المنطقة والوزير المختص على أرض الواقع، بدلاً من المكاتبات والزيارات المتكررة لمكتب معالي الوزير في الرياض.
بذلك نستطيع أن نجزم بمشيئة الله أن معالي وزير السياحة وباقي الوزراء وبدعم أمير المنطقة سيقومون بعمل جبار لصناعة سياحة بدون تعقيدات، سياحة لوجهة نشيطة وقوية على مدار العام، تحصل على كل مقومات البنية التحتية والتنظيم المدروس والجذب السياحي،وستلحق هذه المنطقة بباقي مناطق المملكة التي فيها كل عنواين النهضة والتنمية على مستوى عال يضاهي مدن التقدم والتحضر في العالم.
فأهلاً بكم معالي الوزراء في منطقة الجنوب الساحر.