هناك حالة واحدة تجمع المتوترين وهي أنهم في حياتهم يتحركون في مربع إبداء النوايا السئية حيث الجدران المتقابلة، حتى في الدائرة لا يحسنون تحويل عقاربها لأنهم لا يستطيعون الوقوف في منتصفها.
الإنسان المتوتر يحسب الأشياء ضده ويحيل الحياة الى تصادمات مع الآخرين، يكره الجماليات بدون شعور وينفرد في إمعان الى النقد المتعصب وتحميل الأمور مالا تحتمل.
الإنسان الطبيعي هو من يجعل الصبر قوامه وملاذا في أوقاته الصعبة، يمقت التوتر ويصنع حرزاً للوقاية منه، الفرق بين الصبر والتوتر أن الصبر يشفي القلوب ويهذب النفوس أما التوتر فأنه يجعل العقول تنفعل ثم تجمح فتجنح.
عادة مايرتبط التوتر بالتعصب وكلاهما يمثل قسوة الإنسان الذي ساءه ما حققه العقل السليم من إنجازات في تهذيب الأخلاق والبعد عن سوداوية الأعراف، فالمتعصب يتوتر تحت تأثير عقله الجانح نحو التشفي والسخط.
إن نور الدين في القلوب هو الذي يجمع البشر ويلجم حدة هيجانهم ، أمر الله سبحانه في كتبه أن نكن العرفان لمن أحسن الينا، نلتزم بالعهود ونوفي الحقوق، كل ذلك واجب علينا مهما تغيرت الأزمان واختلفت أوجه الحياة، بهذا الإلتزام يتغلب العقل على التعصب ولن يجد الحقد والحسد سبيلاً الى قلب الإنسان، ستتعاظم في المجتمعات مشاعر الإحترام المتبادلة مدعومة بالعاطفة، حينها ينعدم التساؤل والإستغراب الذي يطرح عن أسباب التوتر والتعصب.