دائماً ما تعصف حروف وكتابات المغفور له بإذن الله الدكتور غازي القصيبي بكثير من الزوايا المختبئة في عقل وذهن القارئ .. تفاسيرها محيرة وتأويلاتها متعددة، تدعو الى التأمل والتفكير في مقصد الكلام ومبتغى النوايا .. يمكن فهمها بطريقة سلوك الناسك أو بجنوح المجنون .. كلاهما كان مقبولاً في مشروع القصيبي شعراً كان أم مقالة .. جعل الشعر حراً والمقالة لحناً .. عكس كل الأشياء بقلمه ولم ييأس من وضع الحروف على النقاط عكساً .. عكسها ففهم الناس لأنه أحس أن بعض العقول كانت بالمقلوب فعدلها لمن شاء ..
عندما يتذاكى القارئ بفهم مجمل حروفه ينهزم في وسطها ويتعب خياله في آخرها .. لا أحد يستطيع أن يبحر في مركب “ القصيبي “ إلا من يجيد كيف تتجه وتميل أشرعة الحروف ..
“ القصيبي النوخذة “ كان يعرف المهمة جيداً فهو الصياد في زمن الخسارة والتاجر في زمن الربح … الأهم أن يكتشف بوضوح أن مافي الأفق البعيد هو حقيقة وليست سراباً.
رحمة الله عليه ذلك الفقيد: غازي.