مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / اللهم اهدنا لما فيه صلاح أبداننا

اللهم اهدنا لما فيه صلاح أبداننا

بعد التوكل على الله، الأيام القادمة ستكون صعبة واختباراً لأسلوب حياة تتطلب منا المسؤولية والاهتمام بصحتنا وصحة غيرنا، لقد بذلت الدولة أعزها الله كل السبل لتجنيب المجتمع من ويلات الوباء من خلال اتخاذ الإجراءات الاحترازية لكبح جماح جائحة كورونا، الآن المسؤولية انتقلت إلى المواطن والمقيم لكي يحمي نفسه بالامتثال لتعليمات وزارة الصحة، انتشرت برامج التوعية المستمرة في كافة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي حتى وصلت إلى جهاز المحمول بالصوت والكلمة والصورة، ولم يعد هناك عذر لأحد.

قد نرى مشاهد تزعجنا من أفراد مزعجين يتسمون بالاستهتار وعدم مراعاة صحة الآخرين، لن أقول بأنهم جاهلون ففي هذا العصر لم يعد أحد جاهل بما يدور في العالم، ولن أقول إنهم أصحاء ذوي فتوة فالمرض لا يرحم الصحيح ولا المريض ولا صغير عنده ولا كبير، المرض فتاك والاستهانة به هلاك للنفس ومن يصر على ذلك فهو في حكم الدين والقانون معرض للعقوبة.

غسل اليدين ينصح به ولن يتبع أحد أحداً للتأكد من الغسل ولكن حكمه فعل مؤكد، من غفل عنه سيكون نادماً، حكمه مثل الوضوء فلا أحد سيراقب من يتوضأ فإن خالف السنة في الترتيب والغسل الطيب فإن حسابه عند الله، نفس التبرير في نظافة الأبدان عند انتشار الأوبئة فالإنسان مسؤول عن سلامة نفسه وغيره.

أما مسألة التباعد الاجتماعي ولبس الكمامة في الأماكن العامة التي تجمع مصالح للناس، فهذا أمر صحي واجب للحفاظ على الصحة العامة، صحيح أنه لم يفرض عموماً ولكنه ملزم في التوجيه لدواعي الحذر. الإنسان الواعي والحريص على إتباع التعليمات سيلقى بإذن الله السلامة، الإنسان الملتزم بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامة سيجد احترام الناس وتقدير من يتعامل معهم في الأسواق ومكان العمل وفي الشارع، الإنسان المتحضر المتلقي لرسائل التوعية هو إنسان يطبقها بنفس طيبة وباحترام وحرص ويسعد في طريقه ورزقه.

مهما قلنا وكتبنا ونصحنا، لقد رأينا من قبل من يقطع إشارات المرور بكل استهتار، شاهدنا من يلقون النفايات في الشوارع بلا وازع يحث على النظافة، تألمنا من حوادث السيارات والسائقين المتهورين، مثل هؤلاء للأسف سنشاهدهم أمام محلات الفول والتميس والمطبق بدون طابور وبدون احتراز، سنراهم “ يتمطعون “ في الأسواق المركزية وفي أسواق الخضار بملابس النوم، ويتسدحون في مطاعم البخاري والمندى بلا غسول ولا تباعد ولا كمامة، ونقيس على هذا كثير من النشاطات الاجتماعية.

نأمل أن الثلاثة الأشهر الماضية قد نقت أنفسنا وضمائرنا لنكون مستعدين للمرحلة القادمة، سنسعد إن كان السلوك العام أصبح أفضل من قبل، وسنفرح بأن ثقافة إتباع الأنظمة ستسهم في إيجاد حياة جميلة قادمة تجعلنا شعباً حضارياً راقياً على مستوى عالي، سنستمر بكل تواضع نفخر بأنفسنا ونفتخر ونعتز بولاة أمورنا حفظهم الله، لكي نصبح قدوة لشعوب الأرض وهذا ليس بغريب لأن بلادنا مهبط الإسلام الذي منه استلهمنا نظم حياتنا، سيعزنا الله إن نحن أعززناه بأخلاقنا وسلوكنا المستمد من كتابه سبحانه وسنة رسوله الكريم المطاع.

نسأل الله الهداية لكل إنسان مواطن ومقيم ذكوراً وإناثاً، وأن يجنبنا الله المرض والوباء والإستهتار،  وأن يلهمنا الحكمة والسلوك الحسن لما ينفعنا صحة وعافية في أبداننا، إنه سميع مجيب.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

لماذا الحرب ؟

السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة …