مواضيع منوعة
Home / مقالات / فيتو كورونا

فيتو كورونا

رغم شراسة العدو كورونا إلا أن

التحدي قائم والصراع محتد والعالم كله أنظاره على من سينتج اللقاح، دول العالم تحارب بطرق مختلفة ولكنها حتى الآن بدائية، ايران المريضة دائماً تنصح بالزعفران وبتقبيل مراقد الموتى، والعرب الكسالى ينصحون باليانسون و الزنجبيل، الطليان يتداوون بحزمة من الموسيقى، جنرالات روسيا سكارى بالفودكا لينسوا ثم يعودوا لغيهم، روسيا لا تعلم من الطب سوى سماعة الطبيب والمشرط و تعطي دروساً بائسة في صناعة الكلاشنكوف وبراميل القصف والألغام الأرضية، فرنسا الحرية فيها الهرج والمرج بسبب الوباء، ماكرون يعالج الأزمة كأنه في أفريقيا بقرع الطبول وبصراخ المستعمر: قف آيها الفيروس!، بريطانيا غابت عنها الحكمة فقالوا شيئاً فيه الجنون العظيم وقدمت سياسة القطعان بأن يصاب الكثير لكي ينجو القليل فيهرب الوباء، المانيا المتكبرة تحاول أن تصنع اللقاح و لكن بأنانية مطلقة وهي كالعادة بخيلة ولها تاريخ في تمييز البشر.

أما الصين موطن الفيروس الخبيث وأرخص اهل الارض وبؤرة المكائد المستقبلية فقد سكتت عن قول الحقيقة ثم نطقت بعد فوات الآوان. الصين خدعت العالم بإقتصاد مزعوم وصنعت كل شي وظن العالم أنها الأقوى و الأعظم بسبب العمالة الرخيصة التي لا تنام، تسابق الناس أفراداً وشركات لشحن ما خف وزنه ورخص سعره في حاويات كبيرة، أصبحت بحار العالم تموج بالبواخر العظيمة حتى أن أزمات حدثت بسبب ضيق المضائق البحرية، كل العالم هو من ضخم الصين و الحاجات الصينية التي انكسرت لخفة حجمها وهشاشة وزنها، أصبح كل شي في العالم صينياً. الصين خرافة أطلقنا عليها المارد ولكنه من ورق سهل التمزيق و من خزف قابلاً للكسر.

العالم الجديد امريكا صابها من العالم القديم عطسة  فعصفت به، رمت بسهام المكر الى الصين قائدة العالم القديم من حيث المساحة والسكان، ورغم أن امريكا مساهمة في جانب من الغلو الذي يحدث في العالم، إلا أنها ليست في شراسة عدائها للإنسانية مثل اوروبا والصين وروسيا، أكاد أجزم أن الحل عند الأمريكان، هي حقيقة  لأنهم ليسوا أنانيين فمعظم الأطباء المهرة في علوم الطب الحديث من مختلف الجنسيات من ألمان وصينيون و هنود اسيا حتى العرب يعيشون في امريكا في رعاية كريمة من ناحية المال وفي أماكن علمية متخصصة و توفير اللوازم لأبحاثهم العلمية. 

العالم المتحضر و الذي كان يدعى بالقوى العظمى لم يستطع مواجهة فيروس صغير، إمكانياتهم الطبية رغم تقدمها المحدود لم تسعفهم و مشافيهم لم تستطع تحمل مواجهة  هذه الجائحة، كانت مصاريف الصحة أقل بكثير من مدفوعاتها لإنتاج وتصنيع أدوات القتال وأسلحة الدمار الشامل،  العالم الأقوى عسكرياً الأضعف صحياً بنى ترسانة من الأسلحة الفتاكة للقتال بين البشر، الدول الكبرى لم تعد كبرى في زمن الكورونا. كان العالم يتوقع حرباً عالمية بين بعض الأطراف الإنسانية  يجرب فيها أباطرة القوة عضلاتهم، فظهر عدو يحاربهم جميعاً، عدو دخل في أنفاسهم وخياشيمهم ولم يستثني  أحداً، بداؤا يستخدمون الكمامات الورقية بدلاً من الدروع الحديدية و المجاميع البشرية.

هذه الدول العظيمة كانت تراقب العالم العربي والاسلامي في مآسي كثيرة، مات وشرد فيها الكثير من البشر وكان سببها وموقدها القوى العظمى، كان يتغامزون ويعقدون مؤتمرات الإصلاح الغامضة ويصدرون قرارات عالمية في قاعة الأمم المتحدة بدول لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة ويقررون بالفيتو مصالح العالم تحت مسمى مجلس الأمن، لقد كانوا كاذبون ومنافقون لشعوب مسالمة يسمونها  دول العالم الثالث أو العالم الغير نامي، صنعوا الربيع العربي وأججوا بسياسييهم وإعلامهم المضلل الصرعات بين الحكام  والشعوب من أجل مآربهم الديموقراطية الإستعمارية، إنقلب السحر على السحرة فأصبحوا في شتاء وخريف حارق وربما صيف مميت.

لقد أرسل الخالق سبحانه هذا الجندي الخفي عقاباً للأشرار و قد أصابنا بسببهم ما أصابهم لحكمة إلهية، هم سبب رئيسي لغضب الرب من حال الأرض ومن عليها .. اللهم لا شماته. هل يتعظ العالم الذي يدعي القوة والسيطرة من فيروس كورونا أم سيعودون بعد رحمة الله الى غيهم .. اللهم أنت القوي والعظيم والعليم بهم فأقض ماشئت وأنت خير الحاكمين.

About عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

Check Also

لماذا الحرب ؟

السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة …