في ظل أزمة كورونا التي لم يسبق لحالة بمثل هذا الحجم أن مرت بها بلادنا، قامت حكومتنا رعاها الله بأخذ جميع الإحتياطات التي بها – بعد عناية الله – تريد أن تحمي بها شعبها ومن يعيش على أرضها وتعمل على كل الأصعدة لمحاصرة الوباء، لقد مرت بلادنا بعدد من الأحداث التي تعلمنا منها حكومة وشعباً قدرتنا بمشيئة الله على الصمود والوقوف بكل ثقة أمام هذه التحديات، في كل هذه المواجهات تمكنت الدولة من إدارة الأزمات بكل حنكة وفعالية، تحملت كل جهة في المكون الحكومي مسؤوليتها حسب الحدث، كانت الجهات الحكومية سنداً قوياً للمحافظة على مكتسبات التنمية الشاملة و إقتصاديات المملكة القوية.
في حروب الخليج و اليمن كانت القوات المسلحة برجالها وعتادها في المقدمة، كانت قطاعات الدولة بمختلف تخصصاتها والشعب السعودي داعماً ومواكباً بالدعم المعنوي و مثمناً التضحيات الكبيرة التي قام بها جنود الوطن في المحافظة على حدود المملكة، في حرب الإرهاب كان الجهاز الأمني ممثلاً بوزارة الداخلية ورجالها المخلصين في مقدمة المواجهة واستطاع أن يدحر الإرهاب ويبيد جحوره وأزلامه بقوة إستحق بها تقدير العالم، كان الشعب السعودي و كل القطاع الحكومي واقفاً مع رجال الأمن الشجعان بكل صدق وثبات، كانت النتيجة الأمن والآمان على امتداد أرض المملكة.
اليوم المواجهة مختلفة مع عدو خفي يصيب الأصحاء والمرضى، من يتقدم الصفوف هم منسوبو وزارة الصحة و المنظومات الصحية العسكرية،الأمن الداخلي، الهلال الأحمر و القطاع الصحي الخاص في المملكة، الأطقم الطبية في المستشفيات الرجال والنساء هم الآن في الواجهة وهم من يسهرون ويهتمون ويقضون ساعات عمل طويلة بعيدون عن أسرهم وحتى عن أوطانهم، الطواقم الطبية بمختلف تخصصاتها ومن مختلف الجنسيات سواء من السعوديين والمقيمين هم أبطال اليوم وصناع الحدث، هذه الخدمات الصحية مدعومة أيضاً بباقي القطاعات الحكومية كل فيما يخصه.
في مواجهة اليوم مع كورونا علينا أن نثمن الجهود الصحية التي تقوم بها حكومتنا و نقدر لكل الأطقم الطبية رجالاً ونساءاً هذه التضحيات ونسأل الله سبحانه أن يجزيهم خيراً و أن يسدد خطاهم وأن يكونوا خير معين بعد الله لمن أصابه عارض أو أزمة صحية بسبب هذا البلاء.
لقد مرت بلادنا حفظها الله بمراحل وأحداث سابقة ، في كل مرحلة كان الزمام في أيد أمينة، ففي الحروب عن من يعتدي على أرض المملكة عرفنا بسالة كافة قطاعات القوات المسلحة، وفي الإرهاب بانت لنا شجاعة القوات الأمنية الداخلية، اليوم نرى رجال الأجهزة الطبية في كافة أنحاء المملكة يواجهون وباءاً و يتصدون له بإذن الله بكل إحترافية وتضحية، الشكر لله على توفيقه ثم لهولاء الرجال والنساء الذين يجب على فرد في المملكة أن يقدر جهودهم وأن يدعو لهم بالسلامة والآمان لما فيه خير العباد. ولله خير الحافظين.