مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / لن أقلق .. يا برميل النفط !

لن أقلق .. يا برميل النفط !

لم يسبق لي كإنسان عادي أن إهتميت بإنخفاض أو إرتفاع أسعار النفط و لم أشعر يوماً أنه أثر في حياتي، عايشت أزمة النفط في السبعينات و كنت في كنف والدي رحمه الله طالباً في المدرسة و عشنا، بعدها كانت فترة الطفرة و لم أصبح غنياً و لا مستفيداً سوى أني أرى نهضة بلادي المتنامية، عندما إنخفضت أسعار االنفط في فترة الثمانينات كنت في بداية حياتي العملية و لم يختل وضعي و كنت أستمتع براتبي و أصرف بما يلبي حاجتي و يمتع نفسي، جاءت حرب الخليج و كان الوضع في العالم يتابع بقلق أسعار النفط المتقلبة لكنني عشت خلالها أجمل أيامي على الشاطيء الشرقي و لم أتذمر و لم يختلف طبعي في الصرف و التمتع بالتسوق، إرتفعت الأسعار عام ٢٠١١م و لم أكن أسعد أكثر لأن سعادتي كانت على نفس المقاس السابق فلم يزد رصيدي في البنك و لا يعطيني أحداً مالاً مقابل هذ الإرتفاع الذي لن يحدث مثله في المستقبل، إرتفعت أسعار النزين و لم أكابر و إستمريت أعبي خزان الوقود في سيارتي من بنزين نوع ٩٥، ليس لأني أملك أكثر من غيري و لكن قناعتي بأنه أفضل لأداء محرك سيارتي حسب نصيحة أحد المختصين، إضافة الى ذلك فلست “ راعي مشاوير “ سواء طويلة أو قصيرة و لا أمارس رحلات التسوق و الوقوف عند إشارات المرور المزدحمة، حالياً أقضي متطلباتي المنزلية في الصباح الهادي و أترك ذروة العصر  و المساء المزدحم لغيري.

قناعتي أن النفط و سياسته هي من إختصاص ولاة الأمر حفظهم الله و هم أبخص، فمراقبة المحللين و الأسوق البترولية هي نوع من الهوس الإعلامي الذي فيه شبهة التنجيم و لن يدخل في جيبهم مليماً واحداً سوى أجرهم من المحطة التلفزيونية، أما على وسائل التواصل الإجتماعي فهو نواح و نباح لا ينفع و في أغلب الأحيان يكون تنظير و شماتة و ضرب من الخيال. 

كل دولة ترعى مصالحها و في إعتقادي أنه لا فرق في طبيعة البيع و الشراء و نظرية العرض و الطلب بين النفط و الطماطم، النفط يتعامل بالبرميل و الطماطم بالصندوق، الفرق الوحيد هو أن برميل النفط يصنع دبابة و صندوق الطماطم يصنع الشكشوكة، في هذه الحالة الدبابة قد تستخدم أو لا تستخدم لكن الشكشوكة هو طبق الإفطار اليومي المفضل لكثير من الناس و قد يتكرر في وجبة العشاء.

 فلماذا أقلق بشأن برميل النفط و أسعاره المتقلبة ؟ .. الحياة ستمضي بـ ( تنكة تمر )  و ( كيس دقيق ) ولن أحتاج لبرميل .. والله المستعان.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

حكايتنا مع المنتخب

رغم اهتمامنا وتشجيعنا لفرقة تحمل شعار الوطن وهي تمارس كرة القدم نسميها ” المنتخب ” …