مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / كورونا .. و خطيئة التفاحة

كورونا .. و خطيئة التفاحة

السيد الفيروسي المتجدد “ كورونا “  غزا الصين التي غزت العالم بحوائجها الكثيرة النوع و الخفيفة الوزن و الرخيصة السعر على طريقة “ فرقنا قماشات “، أصبحنا نخاف من شراء بضائع محلات “ ابو ريالين “ و جوالات “ الهواوي “ و إرتياد المطاعم الصينية، استطاع “ جنكيز كورونا خان “  أن يخترق سور الصين العظيم  و يعمل فيها العجايب، الأمريكيون من بعيد يشمتون و كأنهم عائشون على سطح المريخ  و الأوربيون أصبحوا كالنعام يبيضون خوفاً بعد أن غزا الفيروس البندقية، أما العرب فيتجهزون له بالدعاء و القنوت ضد هذا الفيروس الذي لا يهمه ” أطلق شنب ” و لا يخجل حتى من النساء و الأطفال، أصبح الصيني و من شابهه مشتبه به  و أصبح ينعت بإنه “ كروناوي “ على وزن “ إرهابي “، يفر الناس من إمامه  و من خلفه.

 كان العالم يظن أن  الفيروس الصيني لا يحب إلا الصين و أهلها،  لكنه طلع  محتال و ” ما عنده ضمير ” لكن له إحساس فوسع نطاقه ، قفز الفيروس النقازي على سفينة متجهة الى اليابان، و طار على بساط سندباد و حط في قم الإيرانية و تحصن فيها و بداء يفرد منديله على جباه وزير الصحة الإيراني، و كعادة الحكومات العالمية عند حصول مثل هذه الكوارث تعلن في البداية أن الموضوع تحت السيطرة ثم بعد أيام تعلن بخجل عن اكتشاف إصابة  واحدة فقط، ثم يتم الإعلان عن الوفاة، ثم يرتفع العدد حتى يصبح واقعاً و عند ذلك يبدأ حديث القضاء و القدر.

هذا الفيروس الصغير الحجم لا يستطيع أن يراه الإنسان لا بمجهر و لا بحاسة من حواسه، إستطاع أن يهز الأبدان و يجعل مؤشرات البورصات تتلون بالأحمر، تعاملات تجارية سجلت خسائر مالية لم تحدث من قبل، أصبح الفيروس جزء من هالة الهلع في أسواق النفط فهبطت أسعاره و تنافى مبدأ العرض و الطلب و المخزون الإستراتيجي.

 بعد أن كان الإنسان يخاف الديناصورات الكبيرة في حقبة من تاريخ الارض أصبح الآن يشكو من فيروسات صغيرة  لا يستطيع ان يبصرها، حكمة إلهية من خالق السموات  و الأرض يزلزل بها ظلم الإنسان و طغيانه، تنافست القوى العظمى على سيطرة الارض و السماء و تجاهلوا أن الله له ملك السنوات و الارض و أنه المدبر  لكل شئ، لقد تمادى الإنسان في خطاياه التي لا تعد و لا تحصى و نسي هذا الإنسان ربه و قدرته، كل شعوب الأرض تعلم بمختلف دياناتها و معتقداتها بحقيقة يعترف بها الجميع و هي أن  الله سبحانه و تعالى أخرج آدم عليه السلام من الجنة بسبب خطيئة واحدة فقط و هو أنه أكل من شجرة تفاحة   قد نهاه عنها.

قال تعالى :

( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ ) الأعراف

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

لماذا الحرب ؟

السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة …